70

La Preuve Pure

الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية

Chercheur

نجم عبد الرحمن خلف

Maison d'édition

دار الفرقان

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٤

Lieu d'édition

مؤسسة الرسالة - بيروت

طَرِيق الاتحادية فَإِذا أخذُوا يصفونَ الرب بالْكلَام قَالُوا لَيْسَ بِكَذَا لَيْسَ بِكَذَا ووصفوه بِأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ الْمَخْلُوقَات كَمَا يَقُوله الْمُسلمُونَ لَكِن يجحدون صِفَات الْإِثْبَات الَّتِي جَاءَت بهَا الرُّسُل
وَإِذا صَار لأَحَدهم ذوق وَوجد وتأله سلك على طَرِيق الاتحادية وَقَالَ إِنَّه هُوَ الموجودات كلهَا فَإِن قيل لَهُ أَيْن ذَلِك النَّفْي من هَذَا الْإِثْبَات قَالَ ذَاك عقدي وَهَذَا ذوقي
فَيُقَال لهَذَا الضال كل ذوق وَوجد لَا يُطَابق الِاعْتِقَاد فأحدهما أَو كِلَاهُمَا بَاطِل وَإِنَّمَا الأذواق والمواجيد نتائج المعارف والاعتقادات
وَلَو سلك هَؤُلَاءِ طَرِيق الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَاتبعُوا طَرِيق السَّابِقين الْأَوَّلين لوجدوا برد الْيَقِين وقرة الْعين
وَقَالَ ابْن تَيْمِية فِي جَوَاب سُؤال سُئِلَ عَنهُ يتَعَلَّق بِكَلِمَات من كتاب الفصوص مَا ملخصه هَذِه الْكَلِمَات الْمَذْكُورَة كل كلمة مِنْهَا هِيَ الْكفْر الَّذِي لَا نزاع فِيهِ بَين أهل الْملَل من الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى فضلا عَن كَونه كفرا فِي شَرِيعَة الْإِسْلَام فَإِن قَول الْقَائِل إِن آدم للحق تَعَالَى بِمَنْزِلَة إِنْسَان الْعين من الْعين الَّذِي يكون بِهِ النّظر يَقْتَضِي أَن آدم جُزْءا من الْحق وَأَنه أفضل أَجْزَائِهِ وَيدل لذَلِك قَوْله بعد إِن الْحق المنزه هُوَ الْخلق الْمُشبه وَقَوله كل ذَلِك من عين وَاحِدَة لَا بل هُوَ الْعين الْوَاحِدَة وَهُوَ الْعُيُون الْكَثِيرَة ﴿فَانْظُر مَاذَا ترى قَالَ يَا أَبَت افْعَل مَا تُؤمر﴾ الصافات ١٠٢ وَالْولد عين أَبِيه فَمَا رآى يذبح إِلَّا نَفسه ﴿وفديناه بِذبح عَظِيم﴾ الصافات ١٠٧ فَظهر بِصُورَة كَبْش من ظهر بِصُورَة إِنْسَان وَظهر بِصُورَة لَا بِحكم ولد من هُوَ عين الْوَلَد ﴿وَخلق مِنْهَا زَوجهَا﴾ النِّسَاء ١ فَمَا نكح سوى نَفسه

1 / 93