Le Chafi'i
الشافي العي على مسند الشافعي للسيوطي - دراسة وتحقيق
Genres
(ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم) قال الرافعي: يعني: إلى رجال يتخلفون عن الجماعة، لكن اللفظ لا يقتضي كون الإحراق للتخلف؛ لأن لفظ: ((الرجال)) منكر، فيحتمل أنه أراد طائفة مخصوصين من صفتهم: أنهم يتخلفون، فأما مطلق التخلف فإنه لا يقتضي الزجر بالإحراق. أما إذا لم تجعل الإقامة بالجماعة فرضا (¬3) على الكفاية فظاهر، وأما إذا جعلناها فرضا على الكفاية فلأنها (¬4) إذا قام (¬5) بها بعض الناس سقط (¬6) الفرض عن الباقين، ويوضحه: أن الشافعي قال في الأم بعد رواية الحديث: فيشبه أن يكون ما قاله من همه بالإحراق إنما قاله في قوم تخلفوا عن صلاة العشاء لنفاق. (¬7) لو يعلم أحدكم أنه يجد عظما سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء.
كتاب ((الشافي العي على مسند الشافعي))
(لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا) في رواية: ((عرقا سمينا)) (¬1) وهو: العظم بما عليه من اللحم.
(أو مرماتين) تثنية (¬2) مرماة، وهي: ما بين ظلفي (¬3) الشاة من اللحم. وقيل: المرماتان: قطعتا (¬4) لحم.
ر ل22 / ب
وقيل: المرماة: السهم الذي يرمى به، والمرماتان سهمان يحرز الرجل بهما سبقه.
م ل11 / ب
/ والميم الأولى من المرماة تفتح وتكسر، وذكر أنها إذا فسرت بالسهم فليس فيها إلا الكسر، وأن ميمها - إذا فسرت / بما يبن الظلف (¬5) - أصلية.
(حسنتين) أي: جيدتين. وقيل: الحسن: العظم في المرفق مما يلي البطن، والقبيح: عظم المرفق مما يلي الكتف، وهما عاريان عن اللحم ليس عليهما إلا دسم (¬6) قليل. (¬7)
ومقصود الكلام التوبيخ، ومعناه (¬8) أن أحدهم لو علم أنه يجد عظما قليل المنفعة لتسارع إليه، فكيف يتكاسل عن الصلاة؟! على عظم فائدتها.
وأن أحدهم يسعى في إحراز سبق الدنيا، فكيف يرضى بإهمال سبق الآخرة.
Page 203