Le Chafi'i
الشافي العي على مسند الشافعي للسيوطي - دراسة وتحقيق
Genres
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطريق، فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ فأشار القوم كلهم إلي وصدقوا، فأرسلهم كلهم وحبسني، قال: قم فأذن بالصلاة فقمت ولا شيء أكره إلي من النبي صلى الله عليه وسلم ولا مما يامرني به، فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التاذين هو بنفسه، فقال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال لي: ارجع فامدد من صوتك، ثم قال: قل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم دعاني حين قضيت التاذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة، ثم أمرها على وجهه ، ثم مر بين ثدييه، ثم على كبده، ثم بلغت يده سرة أبي محذورة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله فيك، وبارك عليك فقلت: يا رسول الله، مرني بالتاذين بمكة، فقال: قد أمرتك به، وذهب كل شيء كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمت على عتاب بن أسيد رضي الله عنه عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذنت بالصلاة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كتاب ((الشافي العي على مسند الشافعي))
(ونحن متنكبون) أي: متجنبون. (¬1)
قال الرافعي: يشبه أن يكون أبو محذورة ومن معه حينئذ مسلمين في الظاهر، وأن الإيمان لم يكن مستقرا في قلوبهم. أما الأول: فلأنه (¬2) أرسل إليهم فحضروا، ولأنه أمره بالأذان، والكافر لا (¬3) يؤمر بالأذان. وأما الثاني: فلقوله: (ونحن متنكبون)، ولقوله: (¬4) (نحكيه ونستهزيء به)؛ ولقوله: (¬5) (ولا شيء أكره إلي من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مما يأمرني به).
Page 157