291

Pépites d'or

شذرات الذهب - ابن العماد

Chercheur

محمود الأرناؤوط

Maison d'édition

دار ابن كثير

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Lieu d'édition

دمشق - بيروت

التّميمي السّعدي، كان من سادات التّابعين، يضرب بحلمه المثل، فعن الحسن [١] قال: ما رأيت شريف قوم أفضل من الأحنف أدرك عهد النبيّ ﷺ، وأسلم قومه بإشارته، ولم يفد على رسول الله ﷺ ووفد على عمر، وله رواية عن عمر وعثمان وعليّ ﵃، قال له معاوية: ما أذكر صفّين إلّا وكانت في قلبي حرارة، فقال الأحنف: إنّ القلوب التي أبغضناكم بها لفي صدورنا، وإنّ السيوف التي قاتلناكم بها لفي أغمادها، ثم خرج، فقالت أخت معاوية: [من] [٢] هذا؟ قال: [هذا] الذي غضب له ألف فارس من تميم لا يدرون فيما غضب، ولما بايع [٣] معاوية لولده يزيد حسّن له بعض الحاضرين ذلك فقال له معاوية: فما تقول أنت يا أبا بحر؟
فقال: أخاف الله إن كذبت، وأخافكم إن صدقت، فقال معاوية: جزاك الله من الطاعة خيرا، وأمر له بألوف، فلما خرجا قال له ذلك الرجل: إني لأعلم ذمّ يزيد، ولكنّهم قد استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب والأقفال نستخرجها بما سمعت، فقال الأحنف: إنّ ذا الوجهين خليق أن لا يكون له وجه عند الله [٤] .
ونقل الإمام الطّرطوشي [٥] أن بعض الخلفاء سأل رجلا عن الأحنف ابن قيس، وعن صفاته، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين إن شئت أخبرتك عنه بواحدة، وإن شئت أخبرتك عنه بثنتين، وإن شئت أخبرتك عنه بثلاث،

[١] أي الحسن البصري ﵀.
[٢] لفظة «من» التي بين حاصرتين سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[٣] في المطبوع: «ولما بلغ» وهو خطأ.
[٤] الخبر في «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٤/ ٩٢) بنحوه مختصرا، وليس فيه ذكر بيعة يزيد.
[٥] هو محمد بن الوليد الفهري الطّرطوشي، أبو بكر، أحد الأئمة الكبار المتوفى سنة (٥٢٠ هـ) .
انظر ترجمته في حوادث سنة (٥٢٠) من كتابنا هذا، و«معجم البلدان» لياقوت (٤/ ٣٠، ٣١) .

1 / 303