Pépites d'or
شذرات الذهب - ابن العماد
Chercheur
محمود الأرناؤوط
Maison d'édition
دار ابن كثير
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Lieu d'édition
دمشق - بيروت
[١] قلت: لقد نهى رسول الله ﷺ الصحابة رضوان الله عليهم عن كتابة حديثه ﷺ في أول الأمر، وأذن لهم بكتابة القرآن، فقال فيما رواه مسلم في «صحيحه» رقم (٣٠٠٤): «لا تكتبوا عنّي، ومن كتب عنّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» . قال ابن الأثير في «جامع الأصول» (٨/ ٣٣) بتحقيق والدي وأستاذي الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: [قوله ﷺ]: «لا تكتبوا عنّي غير القرآن»، الجمع بين قوله: «لا تكتبوا عنّي غير القرآن» وبين إذنه في الكتابة: أن الإذن في الكتابة ناسخ للمنع منه بإجماع الأمة على جوازه، ولا يجمعون إلا على أمر صحيح، وقيل: إنما نهى عن الكتابة: أن يكتب الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، فيختلط به، فيشتبه على القارئ. وعن أبي سعيد الخدري ﵁ فيما رواه الترمذي في «جامعه» رقم (٢٦٦٥) بإسناد حسن قال: استأذنّا النبيّ ﷺ في الكتابة فلم يأذن لنا. قلت: وهذا كان في أول الأمر، ثم صحّ عنه ﷺ قوله وقت فتح مكة: «اكتبوا لأبي شاه»، وذلك فيما رواه أحمد في «المسند»، والبخاري ومسلم في «صحيحيهما»، والترمذي في «جامعه»، وانظر نصّ الحديث وتخريجه في «عمدة الأحكام» للمقدسي رقم (٣٤٨) بتحقيقي، ومراجعة والدي الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، طبع دار المأمون للتراث بدمشق. وروى الترمذي في «جامعه» رقم (٢٦٦٦) بإسناد حسن عن أبي هريرة ﵁ قال: كان رجل من الأنصار يجلس إلى النبيّ ﷺ، فيستمع من النبيّ ﷺ الحديث فيعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى النبيّ ﷺ فقال: يا رسول الله إني أسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه، فقال رسول الله ﷺ: «استعن بيمينك» وأومأ بيده للخط.
1 / 17