299

العالم المتورع الجامع المتبحر سافر «4» الحجاز والعراق مرارا وصاحب الشيخ شهاب الدين عمر السهروروي وكان من اقرانه وله مسموعات عالية وروايات رفيعة وصنف فى الأحاديث والتصوف والكلام والأدبيات وغير ذلك كتبا كثيرة منها الكتاب المسمى بالكنز الخفى من اختيارات الصفى، روى عنه ائمة الهدى وسمع منه الشيوخ القدى «5»، قال جدنا الشيخ صدر الدين المظفر «6» ما رأيت احدا اتقى ولا اورع منه وكلما رأيته فكأنما رأيت احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الفقيه صائن الدين حسين «7» ما رأيت ارفق (ورق 162) وارحم على الخلائق ولا احسن خلقا منه. عاش مائة واربع سنين في طاعة الله وطاعة رسوله وخطب فى الجامع السنقرى* بشيراز خمسين سنة يتحرى فيه رضا الله تعالى وكان صاحب كشف وفراسة «1» قال وكنت يوم جمعة معه فى الجامع واولاده وتلامذته حاضرون فى خدمته فقال الوداع الوداع فنحن نرحل ثم اقبل على من بينهم فقال تعال اودعك قأنك لا تقدر على زيارتى بعد اليوم فودعته وقدر الله تعالى ان حدث لي مانع بعد ذلك فما استطعت زيارته حتى لقى الله تعالى، قال الشيخ صدر الدين المظفر انشدنى فى سنة احدى واربعين وستمائة «2» وما سمعت بعد ذاك عنه «3»:

فقدت لداتى فما منهم ... سواى على الأرض من غابر «4»

اذا بلغ الغصن اقصى المدي ... فلا بد للغصن من كاسر

كأنى من بعد هذا الكلام ... صريع على راحة القابر

رحمة الله عليهم.

275 - الشيخ شمس الدين محمد بن الصفى «5»

Page 401