Poète Andalou et un Prix Mondial
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Genres
أين هي موقرة بالرحيق الذهبي الأسود يطل من العناقيد على الجانبين؟ أين هو ذلك القطار المتصل من البغال ينتظر دوره في المعصرة ساعات بعد ساعات؛ إذ يسيل النبيذ الحلو وتمتلئ منه طاسات وجرار، يحملها النساء والصغار؟
ما كان أجمله موسما يومذاك! ما كان أجمل الموسم في ديثمو يا بلاتيرو تحت شجر السمور! إذ يهزجون ويهرجون، وهم يغسلون الزقاق إذ يقبل الرجال عراة الأقدام؛ ليفرغوا فيها عصيرهم الحلو وهو يفور بالزبد، وإذ دقات المطارق على أخشاب الدنان تتردد من قبل الطنف القريب.
وعلى صهوة (أميرال) تنبعني نظرات الود من أعين الحصاد، وألج من باب إلى باب، حيث يتقابل البابان، يفضي كلاهما إلى أخيه بفيض من الحياة والنور.
يديرون عشرين معصرة بالليل والنهار، وكم من جنون! كم من سورة! كم من رجاء!
أما في هذا العام يا بلاتيرو فالنوافذ كلها مغلقة، ومعصرة واحدة كافية، وعصار واحد أو اثنان، يقضيان ويزيدان.
ولا بد لك من عمل يا بلاتيرو، فليس بالحسن أن تستسلم إلى الكسل طوال النهار.
إن الحمير الأخرى - بأوقارها الثقال - ترمق بلاتيرو بنظراتها، فلا تنظرن إليه شزرا ولا تضمرن له سوءا، وعلي أن أحمله بوقر من الكرم فأقوده على مهل إلى المعصرة، ثم أعود به ثانية وهم لا ينظرون.
النيازك
في سهرات شهر سبتمبر نجلس على الرابية وراء حائط البستان، نصغي على البعد بين أعطار الزنبق على شط البركة، إلى ضجة المدينة في محفل العيد، ويجلس - قبالتنا - (بيوزا) حارس الكرم العتيق مخمورا يعزف على ربابته في ضوء القمراء.
وتبدأ ألعاب النيازك أخيرا: تبدأ بفرقعتها الصماء، يتلوها صاروخ واحد يمضي مصعدا، ثم يتنهد عن نفثات من الشظايا كالشرر في المقلة الزائغة؛ إذ يضاء لها الخلاء في أفواف من النور حمراء وقرنفلية وزرقاء؛ وإذ تنحني أقواسا كأنها العذارى يطرقن للسجود. أو شجر الصفصاف يتدلى بالزهر المنضود وما أبدعها ثمة منة!
Page inconnue