Poète Andalou et un Prix Mondial
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Genres
هنالك الحراثون يهمهمون في سآمة ناعسة، والأرامل عند الأبواب يفكرن في أعزائهن المفقودين الذين يرقدون على مدى قريب وراء الدور، والأطفال يعدون من ظل إلى ظل عدو العصافير من شجرة إلى شجرة، ولعل ذلك البصيص الخافت على جدران البيوت المتطامنة حيث المشاعل الغازية قد أخذت تحمر قبل الخمود، لعل أطيافا أرضية تدب هناك مشيحة صامتة؟ بين متسوشل طارئ، أو غريب يمشي إلى أرض الحراث، أو لعله لص يتسلل، وكلهم في مرآهم الكئيب المريب نقيض لتلك الوداعة التي يضفيها الشفق على كل شهود من منظر معهود . ويدخل الأطفال من الأبواب المظلمة، فيستمعون - لعلهم - لنجوى الحديث عن أولئك الرجال الذين يستنزفون الشحم من أجساد الأطفال ليشفوا به بنت الملك من داء السلال.
الخاتم
كان على مثال ساعة يا بلاتيرو، وتنفتح العلبة المفضضة الصغيرة، فيدوس به على لبد مشبع بالمداد يستقر عليه كالطائر في عشه. وما كان أعظم فرحي بعد أن تناولته بيدي أن أطبعه عليها، فيظهر على بياضها الاسم المكتوب:
فرنسسكو رويز
مقرة
كم حسدت زميلي في مدرسة دون كارلوس على ذلك الخاتم، وحاولت أن أصنع مثيله من بقايا في نفايات البيت فلم أفلح ولم ينطبع منه شيء! فلم يكن هذا الخاتم كذلك الذي كان في يسر وفي كل مكان يترك تلك الدمغة المقروءة:
فرنسسكو رويز
مقرة
ويفد إلى منزلي - ذات يوم - مع الصائغ الإشبيلي (أرياس) بائع جوال يبيع أدوات الكتابة، فما كان أوفر ثروته المعروضة من المساطر والبراجل والروايات من جميع الألوان والطوابع والأختام. فكسرت حصالتي ونقدته ربع الريال الذي كان فيها ليصنع باسمي خاتما كالخاتم المرموق، واستمهلني أسبوعا وما كان أطوله من أسبوع، وكم تلاحق خفقات القلب عند وصول البريد! وكم من خيبة خامرتني كلما وصل الساعي في الطريق ولم يقف على باب الدار!
وبعد لأي وصل الخاتم المنشود، هنة صغيرة وقلم وريشة وحروف، وضغطت على لولب فبرز الخاتم جديدا يتلألأ، فهل بقي في الدار شيء لم ينطبع عليه؟ وهل في الدار ما ليس بملك لصاحبه؟!
Page inconnue