Poète Andalou et un Prix Mondial
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Genres
فتضاحك الصبية (المفاليس)، ونظروا إليه مستعطفين!
لورد
لا أدر يا بلاتيرو هل تفهم الصورة الشمسية؟ أو أنت كأبناء الريف الذين أريتهم صورا منها فلم يفهموا منها شيئا؟
حسنا. هذا هو لورد يا بلاتيرو، ذلك الكليب من فصيلة الكلاب عدوة الثعالب الذي حدثتك عنه فينة بعد فينة. انظر إليه. إنه ... أتراه؟ إنه على إحدى الوسائد في الباحة المرمرية يستشرق، وينعم بشمس الشتاء بين أزاهير الخزامى.
مسكين لورد. إنه جاء من إشبيلية يوم كنت هناك أعمل في فن الرسم، كان أبيض كأنه بلا لون في ذلك الضياء الناصع، وكان بضا سمينا كأنه فخذ امرأة رداح، متوثبا جامحا كأنه دفاع الماء من فم صنبور، وربما تناثرت فيه الشيات المتفرقة كأنها فراشات سود، وعيناه السوداوان تلتمعان كأنهما في حيزهما الضيق مددان جياشان بالعطف الكريم، وتعروه أحيانا لوثة من جنون، فيمضي مهرولا - لغير سبب - بين زهريات الساحة التي تزين كل شيء في الربيع بين حمراء وزرقاء وصفراء تحت الأشعة التي تنبعث من بلور الفضاء كأنها الحمائم التي يرسمها (دون كاميلو)، ويصعد تارة أخرى إلى سطح الدار، فيثير اللغط واللغو في أعشاش الطيور، وتغسله (مكاريو) كل صباح غسلة جيدة بالصابون فيقابل الشمس يا بلاتيرو بضياء كضياء السقوف اللامعة بجصها النقي.
ولما مات أبي لبث لورد طول الليل إلى جانب تابوته يرعاه، ومرضت أمي فلزم سريرها شهرا لا يصيب من طعامه غير القليل الذي يمسك الرمق، وجاءنا بعضهم ذات يوم ينبئنا أن كلبا مسعورا عضه، فأخذناه إلى حوض القلعة وربطناه إلى شجرة البرتقال بمعزل من الناس.
إن نظراته التي كان يرددها وراءه يودع بها الدار يوم احتملناه إلى مربطه لتنفذ في أعماق قلبي الآن كما نفذت فيه يومذاك، وإنها لتبقى بعده كما يبقى الكوكب خبا منه الضياء في عليائه مدرجا في ظل أفوله الحزين، وكلما شكني ألم في الجوانح تجدد في فؤادي ألم النظرة التي طرحها لورد بيد طويلة مسترسلة على طريق الأبد. أي يا بلاتيرو، على مدى الطريق من البركة إلى صنبورة كورنا، كأنها آثار أقدام مختلجة تنم على الأسى والعذاب.
الحمارية!
قرأت في معجم للكلمات الغريبة «حمار جرافي» حمارية. صفة تطلق تهكما على من يشبه الحمار.
مسكين أيها الحمار، بكل ما فيك من الكرم والطيبة والدراية، ويقال تهكما ولا يقال جدا ما ينسب إليك من الأوصاف، فلم هذا التهكم؟! ألا يبلغ من قدرك أن تستحق صفة جدية، وأنت الذي يوصف فتكون صفاته أشبه بصفات موسم الربيع.
Page inconnue