Poète Andalou et un Prix Mondial
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Genres
Quintana
الذي هجر مبادئ التطرف بعد أن بلغ الستين، وعكف على إحياء الأساليب السلفية في شعره، كما جرى عليها شعراء القرن الثامن عشر، قبل أن يتحول الجيل الجديد من السلفية إلى الرومانية (المجازية)، ومن هذه الرومانية المترددة إلى السلفية الجديدة.
وليس بالقليل من أدباء الإسبان الناشئين بعد حروب نابليون من يثبت على تطرفه، ويتطوح بدعوته «الجديدة» إلى أقصى الشمال، ثم يتكشف هذا التطرف عن معارضة للسلطة الدينية، وإيمان بوجوب التفرقة بين هذه السلطة وسلطة الحكومة السياسية، دون أن يتحول عن الإيمان بالدين أو عن الإيمان بالأفكار الدينية التي يقوم بها المجتمع في بلاده؛ فهو ممن يطلق عليهم اسم «اللاكهنوتيين»
Anticlericals ، ولا يسمون باللادينيين أو الملحدين، وأغرب من هذه الطائفة أناس يحسبون أنفسهم من الملاحدة أو أصحاب المذاهب المادية، ولكنهم يصدقون ما يصدقه عامة الجهلاء ويتعوذون بالرقى والطلاسم التي يتعوذ بها العامة دفعا للشر والمرض، وجلبا للصحة والطالع السعيد. •••
وتظهر مجاذبة الماضي لأفكار المجددين من مدارسهم الفكرية التي يعلنونها، ولو لم تكن لها صبغة سياسية أو اجتماعية تتسم بسمات الثورة على نظم الحكم والتمرد على العرف القديم، ومنها مدارس أدبية تعلنها فئة من الشعراء والكتاب، ولا يفهمها شاعران أو كاتبان على وجه واحد، وقد يعلنها أمام المدرسة ويتبعه فيها تلاميذه ومريدوه، ثم ينقلب عليها وينكر انتسابه إليها، ولا يعرف الناقد من أعماله أين هو فيصل التفرقة بين أدبه، وهو يبشر بمذهب تلك المدرسة، وبين أدبه وهو ينحي عليه، ومن الأمثلة الكثيرة على التردد بين أنماط الشعر الغنائي - وهو الفن الإسباني الذي لا ينقطع في جيل من أجيال هذه الأمة - أن الشاعر جرمان بليبرج
Bleiberg
نشر أغانيه (في سنة 1936)، فاتخذه شعراء الجيل الناشئ بزعامة أشهرهم في نظم الموشحة (نييتو)
Nieto
رائدا للمدرسة السلفية الجديدة، وهي الهدف الذي صوب إليه بليبرج حملته العنيفة بعد صدور ذلك الديوان. ولم يلبث نييتو وزملاؤه أن اشتهروا تارة باسم الفرقة الزرقاء، وتارة باسم السلفية فوق الواقعية (السريالية)، وخالفوا أمثالهم من شعراء المدارس التي تحمل هذه العناوين في الأمم الأخرى.
وربما كانت ثورة إسبانيا الكبرى أصدق صورة للنفس الإسبانية في موقفها بين الماضي والحاضر، وبين روابط التاريخ وروابط الحياة العصرية؛ فإن هذه الثورة وصفت على حقيقتها حين سميت بالحرب الأهلية، وشاع عنها هذا الوصف بدلا من وصفها بالثورة أو الانقلاب، كما شاع عنها فترة من الزمن بعد انتشار أخبارها في الصحف العالمية؛ إذ كان النزاع الأكبر بين المتقاتلين فيها نزاعا بين القوميين والجمهوريين وكلاهما من أحزاب اليمين، ولم ينفرد الثائرون اليساريون في الطرف الآخر بقوة مستقلة تعتمد على أنصارها وحدهم لمقاومة خصومها، بل كان أكثر اليساريين متبرمين بالواقع غير منفصلين عن التراث القديم، وكان خروجهم على المجتمع أشبه شيء بخروج الإنسان من مكان ضيق ينقطع فيه عن موارد المعيشة، فهو أدنى أن يكون انتقالا من مسكن مكروه أو منزل وخيم، ولم ينجح أصحاب المبادئ الثورية في ضم المتبرمين إليهم؛ لأنهم أقنعوهم وحولوهم عن ماضيهم، ولكنهم نجحوا معهم لأنهم طلاب تغيير حيث كان، ومثل هذا الطلب يجيبه من يضيق بمكانه ولا يطيق الصبر على مقامه، ولو لم يفتح عينيه على مكان ينتقل إليه.
Page inconnue