Sīrat al-Ṣaḥābī al-Jalīl Muṣʿab ibn ʿUmair
سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
Maison d'édition
دار الأوراق الثقافية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٥ هـ
Genres
٤ - معرفة الفوارق الفردية بين المدعوين ومخاطبة كل واحد بما
يليق به.
٥ - الاستدلال بالآيات القرآنية وأثره الكبير في نفوس الناس.
وهذا ما ينبغي أن تربى عليه الأجيال، وتقام له الدورات العلمية
لاكتساب مثل هذه المواصفات التي تؤتي ثمارها يانعة -بإذن الله تعالى-.
ومما يبين هذا ما رواه ابن إسحاق إذ قال: حدّثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أسعد بن زرارة ﵁ خرج بمصعب بن عمير ﵁، يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر (١)، وكان سعد بن معاذ سيّد الأوس ابن خالة أسعد بن زرارة ﵄، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر فجلسا فيه، واجتمع إليهما رجال ممّن أسلم، وسعد بن معاذ وأُسيد بن حضير ﵄ يومئذ سيّدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه، فلما سمعا به قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير ﵄: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفّها ضعفاءنا، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارنا، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة منّي حيث قد علمت كفيتك ذلك، فهو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما. قال: فأخذ أسيد بن حضير ﵁ حربته، ثم أقبل إليهما. فلما رآه أسعد بن زرارة ﵁ قال لمصعب بن عمير ﵁: هذا سيّد قومه فاصدق الله فيه، قال مصعب ﵁: إن يجلس أكلّمه. قال: فوقف عليهما متشتّما، قال: ما جاء بكما إلينا تسفّهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب ﵁: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كفّ عنك ما تكره، فقال: أنصفت. ثم ركز حربته وجلس إليهما، فكلّمه مصعب ﵁ بالإسلام وقرأ عليه القرآن، فقالا فيما يذكر عنهما: والله لعرفنا في وجهه الإسلام
_________
(١) دارهما شرقي البقيع. السمهودي: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، ١/ ١٥٣.
1 / 34