Secularism: Its Rise and Development
العلمانية - نشأتها وتطورها
Maison d'édition
دار الهجرة
Genres
لهم، فيجب أن تؤدى التحية والإكرام لهذه الصور، لا العبادة التي لا تليق إلا بالطبيعة الإلهية (١).
وبذلك انتصرت وثنية الكنيسة على أفكار معارضيها ردحًا من الزمان، وحسبت أن العبادة تعني الركوع والسجود ولا شيء غير ذلك.
وبعد ذلك بقرابة ثلاثة قرون، اتصل الغرب الوثني بالشرق المسلم اتصالًا أقوى عن طريق الحروب الصليبية، فكان ذلك عاملًا فعالًا في بعث الحركة المناهضة لعبادة الصور والتماثيل، ونادى كثير من المصلحين الكنيسيين بذلك، وبظهور الحركة الإصلاحية تزعم البروتستانت الحرب على الصور والتماثيل وحرمتها كنائسهم، إلا أن الغالبية الكاثوليكية لا تزال تقدسها وتلعن محطميها.
وربما دهش المرء إذا علم أن تقديس الصور عادة غربية شائعة في عصرنا الحاضر ليس في الأوساط الدينية فحسب، بل في الأوساط العامة وبعض المثقفين (٢).
وبلغ بصورة المسيح وأمه حد الابتذال والامتهان، وكانت الطامة الكبرى في الأفلام السينمائية حيث وصل السخف والاستهتار بإحدى الشركات السويدية (وربما كانت يهودية) سنة (١٣٩٧هـ) إلى إنتاج فيلم عن (حياة المسيح الجنسية) والغريب أن الدول الغربية اتخذت موقفًا سلبيًا تجاه هذه الفعلة الشريرة، بينما بعثت بعض المنظمات الإسلامية نداءات لإيقاف الفيلم.
(١) محاضرات في النصرانية: (١٦٤) مع العلم بان عدد الأساقفة فيه (٣٧٧) لا كما ذكر ديورانت (٣٥٠). (٢) انظر: وداعًا أيها السلاح: ارنست همنغواي: (٤٧).
1 / 103