أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

Abu'l-Qasim al-Jurjani d. 471 AH
9

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

Maison d'édition

مطبعة المدني بالقاهرة

Lieu d'édition

دار المدني بجدة

Genres

وعلى الجملة فإنك لا تجد تجنيسًا مقبولًا، ولا سَجَعًا حَسَنًَا، حتى يكون المعنى هو الذي طلبه واستدعاه وسَاق نحوَه، وحتى تَجِده لا تبتغي به بدَلًا، ولا تجِد عنه حِوَلًا، ومن ها هنا كان أَحْلَى تجنيس تسمَعُه وأعلاه، وأحقُّه بالحُسْن وأولاهُ، ما وقع من غير قصدٍ من المتكلم إلى اجتلابه، وتأهُّب لطلبه، أو مَا هو - لحسن مُلاءمته، وإن كان مطلوبًا - بهذه المنزلة وفي هذه الصورة، وذلك كما يمثّلون به أبدًا من قول الشافعي رحمه الله تعالى وقد سئل عن النَّبيذ فقال: " أجمع أهلُ الحرمين على تحريمه "، ومما تجده كذلك قولُ البحتري: يَعْشَى عَنْ المجد الغبيّ؛ ُ ولَنْ تَرَى ... في سُؤدَدٍ أَرَبًا لغير أريبِ وقوله: فقد أصبحتَ أَغْلبَ تَغْلَبِيًّا ... على أيدي العَشِيرةِ والقلوب ومما هو شبيه به قوله: وهوًى هَوَى بدُموعه فتَبَادَرَت ... نَسَقًَا يَطأنَْ تجلُّدًا مغلوبا وقوله: ما زِلْتَ تقرَعُ بَابَ بابَلَ بالقَنا ... وتزوره في غارةٍ شعواءِ

1 / 11