لا أصدق أن في هذه الأمة فئة أو فردا تعجز أو يعجز عن المساهمة ولو بقدر قليل في دفع الخطر عن البلاد.
لقد اتخذت الجامعة العربية قرارات مقاطعة بعضها لا ينفذ.
هنا، الآن، نحن نراقب تنفيذها وننظم الفرق لها.
بعض أقطارنا ملأى بنشاط الجواسيس والمهربين. هنا ونحن والآن يجب أن نعاون السلطات على مكافحتها، وإن أعياها ذلك تولينا نحن بأيدينا مكافحة الجواسيس والمهربين والخونة. هكذا نوقظ روح الصراع فينا وفي مواطنينا حتى ليصبح شعارنا: «كل مواطن خفير.»
فالضمان الجماعي ينجح متى سانده ضمير حي فاعل جماعي.
يجب أن نثق من النجاح لأننا نثق بأنفسنا وببعضنا. وإن الجهد القليل القصير الذي بذل في التمهيد للمؤتمر أثبت أن في كل وسط ودائرة وبيت من يشعرون بالمسئولية ويتجندون لها. هذا المؤتمر يستفزهم وينظمهم.
سمعنا الكثير عن الخيانات في فلسطين، ولكننا أغفلنا أمر البطولات. من شعبنا من قاتل وناضل واستشهد.
ومن شعبنا من يقاتل اليوم في القرى الأمامية. هؤلاء لا يعوزهم الإيمان، ولا تعوزهم البطولة، بل تعوزهم الأسلحة. يجب أن نساهم في توفير الأسلحة لهم، فهم لا يدافعون عن بيوتهم في القرى الأمامية، بل هم يدافعون عن كل بيت من بيوتنا؛ أكان هذا البيت في الكويت، أو بغداد، أو دمشق، أو بيروت، ويدافعون عن القاهرة والرياض إذ يدفعون العدوان الصهيوني.
وتتلوى حية إسرائيل تفح أغنية المحبة في الشرق الأوسط على أنها هديل حمامة السلام. من هذه القاعة يجب أن نفهم الدنيا أنه فحيح الأفعى لا هديل الحمام ما يسمعون.
من هذه القاعة يجب أن نفهم أصدقاءنا الكثيرين في أنحاء الدنيا أننا نؤمن بصداقاتهم، وأن نفوسنا مشبعة بالمحبة لا تعادي ولا تستعدي.
Page inconnue