قال لها وهو لا يرفع عينيه عنها: أيتها الكلبة ... سنعرف كيف نجعلك تعترفين! أيها الضابط، خذ عشرة جنود واحملوها إلى حيث يجب أن تكون.
وأن فاسكيز قائلا: «آه يا إلهي، ماذا يفعلون بهذا المسيح المصلوب المسكين؟» ذلك أن صرخات «لاتشابيلونا» المتزايدة القاطعة جعلت الدماء متجمدة في عروقه.
وصححت له صاحبة الحانة قوله في سخرية: المسيح؟ ألا تسمع؟ إنها صرخات امرأة؟ هل تظن أن الرجال لهم لهجة العصافير الأنثوية؟ - لا تكلميني هكذا ...
وأمر المدعي العام العسكري بتفتيش المنازل المجاورة لمنزل الجنرال. وانتشرت فرق من الجنود في جميع الأنحاء بقيادة عريف أو رقيب. وقلبوا في كل الأنحاء، الأفنية، غرف النوم، المكاتب الخاصة، الحجرات العلوية، النوافير. وتوجهوا إلى الأسطح ونقبوا في خزائن الشراشف، والأسرة، والسجاجيد، والصوانات، والبراميل، والخزانات، والصناديق. وكان إذا تأخر أحد في فتح الباب كسروه بكعوب بنادقهم. وكانت الكلاب تنبح في غضب إلى جوار أصحابها شاحبي اللون. وكان النباح يصدر من البيوت كأنما هو مياه تصدر عن رشاشة ماء.
قال فاسكيز الذي كاد ينعقد لسانه من الرعب: افرضي أنهم فتشوا هنا؟ لقد أوردنا أنفسنا موارد الهلاك! ولو كان ذلك مقابل شيء لهان الأمر، ولكنه يكاد يكون مقابل لا شيء بالمرة ...
وأسرعت «لامسكواتا» لتحذر «كميلة». وأعقبها فاسكيز يقول: إني أعتقد أن الأفضل أن تغطي وجهها وتغادر هذا المكان حالا. ثم أسرع إلى الباب دون أن ينتظر جوابا لكلامه.
وقال وعيناه على ثقب الباب: «انتظرا، انتظرا! لقد أعطى المدعي العام أمرا آخر، لقد توقفوا عن التفتيش. لقد نجونا!»
وخطت صاحبة الحانة خطوتين إلى الباب لترى بعينيها ما أعلنه فاسكيز بهذا الحبور.
وهمست المرأة: انظر إلى مسبحك المصلوب!
من هي؟ «إنها المربية - ألا ترى؟» وأزاحت جسدها لتبتعد عن نطاق يدي فاسكيز، وأضافت «اتركني أيها الرجل، اتركني، اتركني عليك اللعنة!» - يا للمسكينة. انظري كيف يجرونها معهم! - لماذا تصبح أعين الناس حولاء وهم يحتضرون؟ - «هس، لا أريد أن أرى!»
Page inconnue