وقال سبحانه : « يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن » (1).
وقال تعالى : « وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه » (2).
وخلاصة القول ؛ إن المرأة كانت في العهد الجاهلي بشر حال ، ويكفي لتلخيص ما قلناه انه لما خطب احدهم إلى رجل ابنته ، وذكر له المهر والصداق قال : إني وإن سيق إلي المهر ألف وعبدان ( اي عبيد ومماليك ) وذود ( وهو من الابل من الثلاث إلى العشر ) عشر ، أحب أصهاري إلي القبر وقال شاعرهم ، في ذلك.
لكل أبي بنت يراعي شؤونها
ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر
كما ان العرب كانت مصفقة ومتفقة على توريث البنين دون البنات (4).
** مقارنة بسيطة :
ولو لاحظت أيها القارئ الحقوق التي قررها الإسلام في مجال ( المرأة ) لاذعنت حقا بأن هذه الاحكام والمقررات وهذه الخطوات المؤثرة التي خطاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل اصلاح حقوق المرأة ، وتحسين اوضاعها ، هي بذاتها شاهد حق ، ودليل صدق على حقانيته ، وصدق ارتباطه بعالم الوحي.
فاية رعاية ولطف بالمرأة وحقوقها وأي اهتمام بشأنها وكرامتها أعلى واكثر من ان يوصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مضافا إلى ما جاء في آيات واحاديث كثيرة تؤكد على حقوق المرأة وتوصي أتباع هذا الدين بالرحمة بهن واحترامهن في
Page 63