227

La Chasse des Pensées

صيد الخاطر

Maison d'édition

دار القلم

Édition

الأولى

Lieu d'édition

دمشق

٧٠٣- وقد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته وهديه لا لاقتباس علمه، وذلك أن ثمرة علمه هديه وسمته. فافهم هذا، وامزج طلب الفقه والحديث بمطالعة سير السلف والزهاد في الدنيا، ليكون سببًا لرقة قلبك.
٧٠٤- وقد جمعت لكل واحد من مشاهير الأخيار كتابًا فيه أخباره وآدابه، فجمعت كتابًا في أخبار الحسن، وكتابًا في أخبار سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، وبشر الحافي، وأحمد بن حنبل، ومعروف، وغيرهم من العلماء والزهاد. والله الموفق للمقصود.
٧٠٥- ولا يصلح العمل مع قلة العلم، فهما في ضرب المثل كسائق وقائد، والنفس بينهما حرون١، ومع جد السائق والقائد ينقطع المنزل، ونعوذ بالله من الفتور.

١ حرون: صعب الانقياد.
١٥٦- فصل: لا حرج في الترخص ما لم يخرق إجماعًا
٧٠٦- ترخصت في شيء يجوز في بعض المذاهب، فوجدت في قلبي قسوة عظيمة، وتخايل لي نوع طرد عن الباب، وبعد وظلمة تكاثفت. فقالت نفسي: ما هذا؟! أليس ما خرجت عن إجماع الفقهاء١؟! فقلت لها: يا نفس السوء! جوابك من وجهين:
أحدهما: أنك تأولت ما لا تعتقدين، فلو استفتيت، لم تفتِ٢ بما فعلت.
قالت: لو لم أعتقد جواز ذلك، ما فعلته. قلت: إلا أن اعتقادك ما ترضينه لغيرك في الفتوى.
والثاني: أنه ينبغي لك الفرح بما وجدت من الظلمة عقيب ذلك؛ لأنه لولا نور في قلبك، ما أثر مثل هذا عندك. قالت: فلقد استوحشت بهذه الظلمة المتجددة

١ أي: لم أفعل ما أجمع الفقهاء على تحريمه، وعليه لم أخرج به عن الإجماع.
٢ في الأصل: تفت.

1 / 229