(الطريق الثاني في التعريب) طريق حنين بن إسحاق والجوهري وغيرهما وهو أن يأتي إلى الجملة، فيحصل معناها في ذهنه، ويعبر عنها من اللغة الأخرى بجملة تطابقها سواء ساوت الألفاظ الألفاظ أم خالقتها وهذه الطريق أجود، ولهذا لم تحتج كتب حنين بن إسحاق إلى تهذيب إلا في العلوم الرياضية، لأنه لم يكن قيما بها بخلاف كتب الطب والمنطق والطبيعي والإلهي، فإن ماعربه منها لم يحتج إلى إصلاح. فأما أر قليدس فقد هذبه ثابت بن قرة الحرانى، وكذلك المجصطى والمتوسطات بينهما.
ثم قال: والخلاف مازال في هذه الأمة منذ توفي رسول الله (ﷺ) في موته ودفنه وأمر الخلافة بعده وأمر ميراثه وأمر قتال مانعي الزكاة إلى غير ذلك، بل في نفس مرضه (ﷺ) لما قال: ائتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي -على ما هو مذكور في مواطنه. وقد روى أنس بن مالك أنه ﵇ -قال: إن
1 / 43