Les foudres divines en réponse aux Wahhabites
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
1399 - 1979 م
Genres
علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ كانوا منفردين في زمانه لم يختلطوا بأهل الشرك وفي أمر هؤلاء عرضوا الخلاف ووقعت الشبهة لعمر رضي الله تعالى عنه حين راجع أبا بكر وناظره واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم ماله ونفسه إلى أن قال رحمه الله وقد بينا أن أهل الردة كانوا أصنافا منهم من ارتد عن الملة ودعى إلى نبوة مسيلمة وغيره ومنهم من أنكر الشرائع كلها وهؤلاء هم الذين سماهم الصحابة رضي الله عنهم كفارا وكذلك رأى أبو بكر سبي ذراريهم وساعده على ذلك أكثر الصحابة ثم لم ينقض عصر الصحابة حتى أجمعوا أن المرتد لا يسبى فأما مانع الزكاة منهم المقيمون على أصل الدين فإنهم أهل بغي ولم يسموا أهل شرك أو فهم كفار وإن كانت الردة أضيفت إليهم لمشاركتهم للمرتدين في بعض ما منعوه من حق الدين وذلك أن الردة اسم لغوي وكل من انصرف عن أمر كان مقبلا عليه فقد ارتد عنه وقد وجد من هؤلاء القوم الانصراف عن الطاعة ومنع الحق وانقطع عنهم اسم الثنا والمدح وعلق عليهم الاسم القبيح لمشاركتهم القوم الذين كانوا ارتدوا حقا إلى أن قال فإن قيل وهل إذا أنكر طائفة في زماننا فرض الزكاة وامتنعوا من أدائها يكون حكمهم حكم أهل البغي (قلنا لا) فإن من أنكر فرض الزكاة في هذه الأزمان كان كافرا بإجماع المسلمين على وجوب الزكاة فقد عرفها الخاص والعام واشترك فيها العالم والجاهل فلا يعذر منكره وكذلك الأمر في كل من أنكر شيئا مما اجتمعت عليه الأمة من أمور الدين إذا كان علمه منتشرا كالصلاة الخمس وصوم شهر رمضان والاغتسال من الجنابة وتحريم الربا والخمر ونكاح المحارم ونحوها من الأحكام إلا أن يكون رجلا حديث عهد بالإسلام ولا يعرف حدوده فإنه إن أنكر شيئا منها جاهلا به لم يكفر وكان سبيله سبيل أولئك القوم في بقاء الاسم عليه (فأما) ما كان الإجماع معلوما فيه من طريق علم الخاصة كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها وأن القاتل عمدا لا يرث وأن للجد السدس وما أشبه ذلك من الأحكام فإن من أنكرها لا يكفر بل يعذر فيها لعدم استفاضة علمها في العامة (انتهى) كلام الخطابي وقال صاحب المفهم قال أبو إسحاق لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب إلا أهل ثلاثة مساجد مسجد المدينة ومسجد مكة ومسجد جواثا (انتهى)
Page 14