Le cri de l'enfant
صرخة الطفل: قصة تمثيلية عصرية في فصلين
Genres
إنكم لما رأيتم في الزواج شيئا لذيذا دونه كل لذة حسبتموه سعادة، وأخذتم تنشرون هذه الأكذوبة بين الناس، حتى أطمعتموهم في شيء غير موجود، فلما تزوجوا ولم يجدوه انقلبوا على أنفسهم، وقالوا إن الزواج الذي عقدناه كان خطأ في شيء من أساسه. وكلما زاد الإنسان تحدثا بهذا الخطأ وشكاية منه كما يفعلون هذه الأيام، زاد شقاؤه وجلب على المرأة المسكينة، أو جلبت المرأة على الرجل المسكين، كل المصائب.
خليل :
كفى كفى، تبت، هات يدك، لن أتزوج!
علي :
الزواج سعادة! هذه مغالطة وتكليف للزواج بما لا يطيق وما لا يعرف، اسمع يا سيدي: ليس الزواج إلا عقد تنافع، ليس إلا شركة كما تفتح دكانة أنت وآخر، لا يبقى عليه إلا دوام الرغبة في الانتفاع به، وداعيه كما تعلم داعي الرغبة في استبقاء الجنس، فإن الإنسان كما علمت يا حضرة البيولوجي المحترم مدفوع إلى ذلك من حيث لا يدري، أي بالفطرة، والناس يريدون معرفة الأنساب في هذه الدنيا لاعتبارات كثيرة.
خليل :
إذن فهو كما قلت لأختي خديجة: أذى لا بد منه.
علي :
أذى لا بد منه، أجل، دفعا لأذى أكبر منه. وإذا كانت الزوجة هادئة العصب رشيدة، وكانت تربيتها سليمة من المؤثرات الكشافة، وكان الزوج كما قالت زهيرة رجلا أولا وآخرا، ثم لم يكن ضعيفا عن حمايتها وتحصيل رزقها ورزقه، وكان له منها ولد أو أولاد، وكان قادرا على الإنفاق عليهم وتأهيلهم للعيش في الزمن الذي خلقوا له، وكانا يعرفان طرائق حسن العشرة، بصيرين بأحوال السلم في البيت، وكانت الزوجة امرأة أولا وآخرا، فكيف لا يكون الزواج هنيئا!
خليل :
Page inconnue