Le Narratif dans le Coran
السرد القصصي في القرآن الكريم
Genres
كيف يستطيع القاص أن يقول ما يشاء في أروع لفظ وأشرفه، مهما يكن الموضوع الذي يتناوله؟ وقصة لوط قصة تستطيع أن تمد القصاصين الذين يريدون الكسب التجاري بمادة لا تنفد، ولكن روعة العرض القرآني جعلتها قصة عفيفة بألفاظها أنصع ما تكون العفة.
ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ * فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط * وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب * قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد * فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب * يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود * ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب * وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد * قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد * قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد * قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب * فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود (سورة هود: من آية 69-82).
وقد ذكر لوط كثيرا في آيات القرآن الكريم. وكل الآيات ذكرت القصة ولكن في هذه العفة. وقد يقول قائل: وماذا كنت تنتظر من رب العالمين إلا العفة؟ وإنما أريد أن أقدم هذه الآيات للقصاصين إن كانوا جادين في فنهم.
فإنهم يستطيعون أن يقولوا ما شاءوا وينسربوا إلى نفوس قرائهم بما يعن لهم، ولكن في لفظ كريم متسام يقع من نفس القارئ موقعا يتفق مع جلال الفن ورفعة شأنه. وإني عارض عليك القصة نفسها، كما وردت في سورة الشعراء، وقد وضح فيها القرآن الكريم ما لم يوضحه في سورة هود، ولكن نفس العفة وسمو اللفظ.
إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون * قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين * قال إني لعملكم من القالين * رب نجني وأهلي مما يعملون * فنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين * ثم دمرنا الآخرين (سورة الشعراء: من آية 161-172).
Page inconnue