64

قال همام: إن كنت يا ماريانا حريصة على خروجه من حجراتك فانصحي له بكتابة إعلان في الصحف السيارة، يقول فيه إنه يملك كذا من الألوف ويحتاج إلى كذا من الأخوال وأولاد الأعمام وأولاد الأخوال، وانظري كيف يضيق بيتك عن الطالبين والطالبات ممن «آنسوا في نفوسهم بالشروط».

فنسيت الفتاة غضبتها الصغيرة واندفعت ضاحكة، وما زالت حتى أجبرت هماما - وهو في غنى عن الإجبار - أن يحول الحديث إليها. فسألها قائلا: وأنت يا سيدة، نعم أنت يا سيدة في هذه المرة، لأية قرابة ترشحين نفسك إذا أعلن الرجل إعلانه؟

فهزت رأسها تفكر، ثم قالت: أوفرها نصيبا في الميراث؟

قال: لا تكونين إذن إلا زوجة؟

قالت ما معناه: فأل الله ولا فألك، أي غرام غرامك هذا بذكر الزواج والزوجات والأزواج؟ ... ثم رفعت رأسها متأففة كأنها تطوي حديثا لا تحب أن يجري لها على لسان، وهي في الواقع تود لو أفرغت كل ما في جعبتها من ذلك الحديث، أول ما تسعف المناسبة وتبدر من همام بادرة إغراء.

قال همام: لا تؤاخذيني إن ذكرت الزواج مرة أو مرتين، فإنني لم أتزوج قط ولا خبرة لي بهذا الجانب من مزعجات الدنيا ...

قالت: أصحيح؟ ... لقد أراحك الله، فبأي جانب من مزعجات الدنيا أنت خبير؟

فأسرع همام قائلا: لذلك شرح يطول!

قالت: يا لك من منتقم ... على أنك تستطيع أن تطمئن كل الاطمئنان، فإنني لا أكلفك عناء هذا الشرح ولا أستطلع دخائل شأنك ... لست فضولية بحمد الله.

قال: وإذا كنت أنا فضوليا؟

Page inconnue