La Saqifa
السقيفة وفدك
Genres
الأنصاري- قال: مشيت وراء علي بن أبي طالب حيث انصرف من عند عمر، والعباس بن عبد المطلب يمشي في جانبه، فسمعته يقول للعباس: ذهبت منا والله، فقال: كيف علمت، قال: ألا تسمعه يقول: كونوا في الجانب الذي فيه عبد الرحمن لانه ابن عمه، وعبد الرحمن نظير عثمان وهو صهره، فإذا اجتمع هؤلاء، فلو أن الرجلين الباقيين كانا معي لم يغنيا عني شيئا، مع أني لست أرجوا إلا أحدهما، ومع ذلك فقد أحب عمر أن يعلمنا أن لعبد الرحمن عنده فضلا علينا، لعمر الله ما جعل الله ذلك لهم علينا، كما لم يجعله لأولادهم على أولادنا، أما والله لئن عمر لم يمت لا ذكرته ما أتى الينا قديما، ولأعلمته سوء رأيه فينا، وما أتى الينا حديثا، ولئن مات- وليموتن- ليجتمعن هؤلاء القوم على أن يصرفوا هذا الأمر عنا، ولئن فعلوها- وليفعلن- ليرونني حيث يكرهون، والله ما بي رغبة في السلطان، ولا حب الدنيا، ولكن لأظهار العدل والقيام بالكتاب والسنة.
قال: ثم التفت فرآني وراءه فعرفت انه قد ساءه ذلك، فقلت: لا ترع أبا حسن، لا والله لا يستمع أحد الذي سمعت منك في الدنيا ما اصطحبنا فيها، فو الله ما سمعه مني مخلوق حتى قبض الله عليا الى رحمته.
قال عوانة: فحدثنا اسماعيل قال: حدثني الشعبي، قال: فلما مات عمر، وأدرج في أكفانه، ثم وضع ليصلي عليه، تقدم علي بن أبي طالب فقام عند رأسه، وتقدم عثمان فقام عند رجليه، فقال علي (عليه السلام): هكذا ينبغي أن تكون الصلاة، فقال عثمان: بل هكذا، فقال عبد الرحمن: ما أسرع ما اختلفتم، يا صهيب: صل على عمر كما رضي أن تصلي بهم المكتوبة، فتقدم صهيب فصلى على عمر.
قال الشعبي: وأدخل اهل الشورى دارا، فأقبلوا يتجادلون عليها، وكلهم بها ضنين، وعليها حريص، إما لدنيا واما لآخرة، فلما طال ذلك قال عبد الرحمن: من رجل منكم يخرج نفسه عن هذا الأمر، ويختار لهذه الامة رجلا منكم، فاني طيبة نفسي ان أخرج منها، واختار لكم قالوا: قد رضينا إلا علي بن
Page 83