La Saqifa
السقيفة وفدك
Genres
فاستب علي والعباس عند عمر، فقال عبد الرحمن: يا أمير المؤمنين، أقضي بينهما وارح أحدهما من الآخر فقال عمر: أنشدكم الله الذي تقوم بإذنه السموات والأرض، هل تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لا نورث ما تركناه صدقة، يعني نفسه، قالوا: قد قال ذلك، فأقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما الله هل تعلمان ذلك، قال: نعم، قال عمر: فاني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله تبارك وتعالى خص رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الفيء بشيء لم يعطه غيره، قال تعالى: ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير (1) وكانت هذه خاصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فما اختارها دونكم، ولا أستأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها وثبتها فيكم حتى بقي منها هذا المال، وكان ينفق منه على أهله سنتهم ، ثم يأخذ ما بقي فيجعله فيما يجعل مال الله عز وجل، فعل ذلك في حياته ثم توفي، فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقبضه الله وقد عمل فيها بما عمل به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وانتما حينئذ، وألتفت الى علي والعباس تزعمان أن أبا بكر فيها ظالم فاجر فاجر، والله يعلم أنه فيها لصادق باد راشد، تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر، فقلت: أنا أولى الناس بأبي بكر وبرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2) فقبضتهما سنتين، أو قال سنين من امارتي، أعمل فيها مثل ما عمل به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر: ثم قال: وانتما، وأقبل على العباس وعلي، تزعمان اني فيها ظالم فاجر، والله يعلم اني فيها باد راشد، تابع للحق ثم جئتما في وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتني- يعني العباس- تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني في هذا- يعني عليا- يسألني نصيب امرأته من أبيها، فقلت لكما: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فلما بدا لي
Page 110