145

Jambe sur jambe

الساق على الساق في ما هو الفارياق

الذي قربه للقلب وللكرب تنفيس. وأن امرأ يقاسي النهار جهده، ثم يبيت في الليل وحده. من دون ضجيع له تنفخ في أنفه وتسخن دمه من أمامه ومن خلفه. لجدير بأن يحصى مع الأموات. ويلقي بين الرفات. هذا وأني أستغني برضبها عن الشراب. وبشم شعرها عن المسك والملاب. فأنهم قالوا أن الرائحة الأنثوية تستنشق من منابت الشعر وبها نشوة الحواس. سواء كان في المغابن أو في الرأس. وأجتزئ بحر جسدها عن الوقود للاصطلاء. وبالرنوّ إليها عن الأثمد والجلاء. فيتوفر عليّ كل يوم في الأقل درهم أنفق نصفه على الحمام كل غداة فيبقى لي النصف الآخر وذلك خير عمم. وغني أتم فأما ما يقال في كيد النساء، وأعناتهن الرجال بما يعز على الأسا، فليس ذلك على عمومه ولا تقرر حكم وأستثني أمور من تعميمه. فلعلي أول من أخرجه هذا الاستثناء وسنّ للأعزاب على الزواج الثناء. كيف لا وأنا ذو فصاحة وتبيان ودهاء وجنان. فما يعييني شيء من نكرها. ولا تخفى عني خافية من أمرها فأعارضها وأحجها. وأريها أن لي عليها قفية تضطرها إلى طاعتي وتحوجها فإن قلت لها اليوم يصوم فيه المباعلون، ويتبتل المفاعلون. قالت أنا أول من صام، وآخر من نام. وأن قلت لا يجمل بالمحصنة أن تتبرج. قالت ولا أن تتغنج. وإن قلت أن حق الزوجة على زوجها في كل أسبوع مرة. قالت وتبقى أيضًا عفيفة حرة. وأنقلت ليس الحليّ بلازم للعرس. قالت ولا الديباج شر لُبْسٍ. وفي الجملة فإن عيشي معها يكون رغيدًا. وحالي سعيدًا. وحظي مديدًا. وطعامي مريئًا. وشرابي هنيئًا. وثوبي وضيئًا. وفرشي وطيئًا. وبيتي مأنوسًا ومتاعي محروسًا. وطرفي قريرًا. وشأني مذكورًا وسعيي ميمونًا. وقصدي مأمونًا فحيّ هضل الزواج. بلعوب مغناج. طلعتها علاج من الألفاج وضجعتها أنهاج. إلا الأفلاج. انتهى. وأنا أقول أن مما غُرس في هذه الطينة البشرية اللثية أن الرجل متى وطّن نفسه على الزواج حبّب الله إليه زوجه على أية حالة كانت حتى يراها أحسن الناس خُلقًا وخَلقًا. لا بل يرى نفسه أنه قد ترفع عن أقرانه. وتمزّى على إخوانه، حتى يستخسّ ما كان من قبل يستعظمه. وأنه قد صار إنسانًا جديدًا يجدر بأن يجدد له وجه الأرض. وبناء على ذلك لم يعد الفارياق يرضي بالأغاني والأشعار المتعارفة بل أستبدل الأولى بأخرى جديدة من نظمه. ونظم خلال ذلك قصيدتين حاول فيهما اختراع أسلوب غريب فجاءنا طيخيتين كما سترى ذلك ولو استطاع أن يخترع كلامًا جديدًا يعبر به غرامه وحديث شأنه لفعل. وكان إذا رأى رجلًا متزوجًا يهيب به وينشده: أنا في حلبة الزواج المجليّ ... إنما أنت فسّكل قاشور أن قدمي يفوز عما قريب ... إنما قدحك السفيح يبور أو عزبًا قال له يا أيها الأعزاب أني رافض ... دين العزوبة فاقتدوا بمثاليا ليس الغِنى إلا البعال فبادوا ... يا قوم واستغنوا بمثل بعاليا وتهوّس يومًا لأن ينظم ديوانًا يشتمل على أبيات مفردة تهافتا على أحداث شيء غريب فنظم أربعة أبيات ثم مسك. وهي ساعة البعد عنك شهر وعام ... الوصل يمضي كأنما هو ساعه أتنجم الليل الطويل صبابة ... وتنجمي لنجوم ذي تفليك ويخفق مني القلب أن هبت الصبا ... ويذكرني البدر المنير محياك ألا ليتشعري كم يقاسي من ... النوى وأنحائه قلب يذوب تجلدا ومن الفضول هنا أن نقول أنه كان يقول لخطيبته أنك ملأت عيني قرة. وأني أراك أحسن الخلق. وأنا ليغبطنا الناس. وأنك تغنيني عن الغنى. وأني بقربك سعيد. ويبعدك عميد. وإنّا نكون أبدًا كما نحن الآن. وأنك ذات ملاحة تشغل الخليّ. وأني أغار عليك من النسيم يفيء شعرك هذا الدجيّ. وأنّا لجسمان في روح واحد أو روحان في جسم واحد. وإنك لترين مني كل يوم محّبًا جديدًا. وإني لأرى فيك كل وقت حسنًا حديثًا. وأنا نكون قدوة للمتزوجين والعاشقين. إلى غير ذلك من الكلام المتعارف عند أمثاله. قال خير أيام الإنسان في حياته هي المدة التي تتقدم الزواج والتي تليه. قلت ومبلغها عند الإفرنج شهر يسمونه قمر العسل وهو بعد الزواج. ومبلغها عندنا معاشر العرب شهران يقال لهما قمرا العَسل. حتى إذا امتلأت الخلية عادت كل نحلة زنبورا ورجع كل شيء إلى أصله.

1 / 145