79

وجعل يوري يفحص وجوههم ولما كان من مروجي الدعوة السياسية فقد تحركت نفسه واشتد اهتمامه.

ودخل الحجرة شيوخ وشبان وأطفال لم يجلس منهم أحد في الصف الأول فشغلته سبع سيدات لا يعرفهن يوري وإلى جانبهن مفتش المدارس وأساتذة المدارس الابتدائية للبنين والبنات ومعلماتها، وغصت بقية القاعة بلابسي الجلاليب والمعاطف الطويلة وبالجنود والفلاحين والنساء وبكثير من الأطفال في قمصان ملونة عليها جاكتات واسعة.

وجلس يوري بجانب سينا إلى درج وأصغى إلى شافروف وهو يتلو في سكون - أردأ تلاوة - خطابا موضوعه حق الانتخاب العام.

وكان صوته جافا مملا فما قرأ شيئا إلا خيل إلى سامعه أنه قائمة إحصاءات.

ولكن الناس أنصتوا مع هذا ما خلا المتعلمين الجالسين في الصف الأول، فسرعان ما قلقوا وراحوا يتهامسون.

فساء يوري هذا منهم وأدركه العطف على شافروف والأسف لرداءة إلقائه، وكان هذا قد بدا عليه التعب فقال يوري لسينا: «ما قولك في أن أنوب عنه؟»

فرمته بنظرة رقيقة من تحت أهدابها المرسلة. وقالت: «نعم. نعم افعل ذلك بودي لو فعلت.»

فهمس في أذنها مبتسما لها كأنما كانت شريكته: «أترين في هذا ضيرا؟»

فقالت: «ضير؟ كلا، كلنا حقيقون أن نغتبط.»

وسنحت فترة فعرضت ذلك على شافروف وكان قد نال منه التعب ولم يكن يغيب عنه سوء إلقائه فقبل مسرورا وأخلى مكانه ليوري وقال: «بلا شك حبا وكرامة.»

Page inconnue