فشاعت في نفوسهم حماسة الطرب مرة أخرى وضجوا بالتصفيق لسينا لا لأن قصيدتها الصغيرة جيدة، بل لأنها جاءت ناطقة بحالهم معبرة عن مزاجهم ولأنهم جميعا كانوا يحنون إلى الحب وشجاه اللذيذ.
وصرخ فيهم إيفانوف وقد أخذته نشوة الطرب بصوت عميق أفزعهم جميعا: «يا ليل! يا ليل؟ يا عيني سينا البراقتين ناشدتكما ألا ما قلتما لي أني أنا ذلك الحبيب السعيد!»
فقال سمينوف: «إني أستطيع أن أؤكد لك أنك لست به.»
فتوجع إيفانوف نادبا: «آه، يا ويحي!» فلم يبق أحد لم يضحك.
وسألت سينا يوري: «أشعري رديء؟»
ولم يكن يرى أن فيه ابتكارا يذكر ولقد أذكرته قصيدتها مئات من أمثالها، ولكن سينا بارعة الحسن وقد توسلت إليه عيناها فلم يسعه إلا أن يقول بوقار: «أراها على جانب عظيم من الفتنة والحلاوة.»
فابتسمت وأدهشها أن يسرها مثل هذا المدح كل هذا السرور.
وقالت لياليا: «إنك لم تعرف سينا بعد! هي كل شيء جميل وحلو.»
فقال إيفانوف: «أتعنين هذا حقا؟»
فأصرت لياليا: «نعم أعنيه، إن صوتها مرن رخيم وكذلك شعرها وهي نفسها جميلة - حتى اسمها جميل عذب.»
Page inconnue