فوقف سارودين وصاح به: «كيف هذا؟ ماذا تعني بالكذب علي؟»
قال «عفوا يا سيدي. لقد أمرت أن أنقد الغسالة روبيلا و70 كربيك ففعلت ووضعت الثلاثين الباقية على المنضدة.»
فقال تاناروف متكلفا عدم الاهتمام وإن كان على هذا قد احمر خجلا: «نعم هذا صحيح. لقد أمرته بهذا أمس، وكانت المرأة لم تزل تتعقبني منذ أسبوع وأنت تعلم ذلك.»
فبدت على خدي سارودين الحليقين المصقولين نقطتان حمروان وتقبضت عضلات وجهه واستأنف رواحه ومجيئه في صمت، ثم ما عتم أن وقف بغتة أمام تاناروف وقال والغضب يرعش صوته: «اسمع. إني أكون شاكرا جدا إذا تركتني أدير شئوني المالية في المستقبل.»
فاحتقن وجه تاناروف وتمتم وهو يهز كتفيه: «ه. م! ومسألة تافهة كهذه!»
فقال سارودين: «إنها ليست مسألة توافه، بل مسألة مبدأ. فهل تسمح لي أقول لك بأي حق ...»
أجاب: «أنا ...»
وقاطعه سارودين بنفس هذه اللهجة الجارحة وقال: «أرجوك أن لا تشرح لي شيئا وليس يسعني إلا أن أرجوك أن لا تستعمل هذه الحرية مرة أخرى.»
فارتجفت شفتا تاناروف وتدلى رأسه وجعلت أصابعه تعبث «بفم» سيجارة.
وبعد لحظة استدار سارودين بحدة وأخرج مفاتيحه وفتح درج مكتبه وقال: «خذ واذهب واشتر ما نريد!»
Page inconnue