صلى عليك الله يا علم الهدى
ما حن مشتاق وسار دليل
شعر ابن الخياط (1058-1123م)
ظل ياسين ليلتها يهيم في سماوات التجلي والطرب، كان قد ذاق لذة القرب ونشوة الوصول، وباتت روحه أخف من أن تحتمل السجن داخل صدره فحلقت فوق المكان متمايلة مع رواد حلقة الذكر تارة، ومتراقصة مع رذاذ البحر المتطاير مع الهواء تارة أخرى، متأملة في بدائع المديح حينا، ومسحورة بعذوبة الموسيقى حينا آخر. كان ياسين قد دخل في حالة ما بين الصحو والغفوة، ما بين السكر والإفاقة، ما بين نور التجلي ونشوة العشق، يترك جسده للتمايل وسط الذاكرين ويردد وراء المنشد، ثم يلتقط أنفاسه قليلا لينصت إليه وهو ينتقل في حالة «سلطنة» تامة إلى قصيدة أخرى:
من لامني في الحب يرم بسهمه
يصبح محزون الفؤاد عليل
الحب شهد في البداية يا أخي
آخره سيف نعم مسلول
الحب شهد في البداية يا أخي
آخره سم الأفاعي قليل
Page inconnue