Les productions et les écoles militaires à l'époque de Méhémet Ali Pacha
الصنائع والمدارس الحربية في عهد محمد علي باشا
Genres
وأحضر له أساتذة الصنعة من فلورنسا من أعمال إيطاليا، ولكنه ما لبث أن نقله إلى محل آخر بالقاهرة، فأصبح مصنع الخرنفش خاصا بالمنسوجات القطنية، وجلب لمصنع الحرير الجديد من الآستانة أساتذة أكفاء أكسبوه شهرة واسعة، وتخرج على أيديهم صناع مهرة من المصريين. وكان أولا تصنع فيه القطيفة وأثواب الخز الرقيقة. وفيه الآن مائتا نول تنسج عليها المنسوجات الحريرية المختلفة، ومن بينها منسوجات مطرزة بالأسلاك الذهبية، ومصنوعاته مثل مصنوعات الآستانة والهند ذات رسوم جميلة، وألون زاهية، غير أن ألوانها لم تبلغ ثبات ألوان المصنوعات الهندية. (2-2) مصنع الجوخ
أقيم مصنع الجوخ في بولاق على شاطئ النيل منذ سنين، ولكن صناعته مرت في سلسلة من التجارب طويلة، وصادفتها عقبات كأداء كلفت الخزانة أموالا باهظة، إلا أن الوالي الذي جمع بين البراعة الفائقة والصبر غير المتناهي في تنفيذ مشاريعه، لم تثن عزيمته هذه الصعاب، بل كانت كأنها مغرية له على المثابرة، فأمر وكلاءه في مرسيليا أن ينتخبوا له رؤساء للعمل من المهرة يكونون أقدر ممن سبقوهم، فوقع اختيارهم على خمسة فرنسيين من مهرة مصانع الجوخ في لانجدوك.
وبعد أربع سنين قضوها في تكوين تلاميذ حاذقين في الصنعة، وتدريب آخرين على إدارة الآلات؛ تخرج من مصنع بولاق غزالون، ونساجون، وكباسون، وقصاصون، وصباغون، وعصارون بارعون. ولم يكتف الوالي بذلك، بل أرسل كثيرا من الشبان المصريين إلى فرنسا، وألحقهم بالبعثة المصرية ليتعلموا هذه الحرف المتنوعة في مصانع ريمس وألبيف تحت إشراف رئيس البعثة.
وفي مصنع بولاق الآن مائة نول للنسيج تخرج في الشهر مائة وثمانين ثوبا، وتدور أنواله بآلتين يحرك كلا منهما ثمانية ثيران، والعمل جار الآن لإقامة مائة نول أخرى فيه. ويحتوي مصنع الجوخ على كثير من العدد وآلات الكبس والعصر وغيرها من الأجهزة والأسطوانات، وفي مصبغته ست خابيات من القصدير، بينها اثنتان من النحاس للون الأزرق. والألوان المستعملة لصبغ الجوخ هي الأزرق الأدكن، والأزرق السماوي، والأحمر، والبني، والأخضر الأدكن «الغامق».
وتتكلف ذراع الجوخ ثمانية قروش وسبع بارات. ومعظم جوخ بولاق من الصوف الخالص.
وبالقاهرة مصانع أخرى للمنسوجات الصوفية غير مصنع بولاق إلا أن ما يصنع فيها من الصوف الواطئ، ويرسل ما يصنع فيها إلى مصنع بولاق لدهسه وكبسه. ويبلغ ما تخرجه هذه المصانع عشرين ألف ذراع في الشهر تستهلك في ملابس الجنود، وبخاصة رجال البحرية بالإسكندرية.
وصوف دمنهور والمنية أحسن الأصواف التي تستعمل في مصانع الجوخ. وقد استعمل فيها أيضا صوف تونس. أما صوف ألبانيا وسورية فأظهرت التجربة عدم صلاحيته.
ولتربية الصوف الصالح لهذه الصناعة يجب أن تحفظ الأغنام من التراب، ولا تعرض لحرارة الشمس، وأن تغسل قبل جزها.
وبلغ من عناية محمد علي بصناعة الجوخ والصوف أن جلب لها الأغنام الأوروبية المعروفة بالمرنوس، وأنشأ لها المراحات الواسعة، قال هامون، ناظر مدرسة البيطرة والإصطبلات الأميرية، في كتابه، ما ملخصه:
إن صوف الأغنام المصرية، بسبب طوله وخشونته وصلابته، كان من النوع غير الجيد لصنع الجوخ والطرابيش والثياب الرقيقة؛ لذلك كان يشتري العزيز من صوف غنم أوروبة بنحو الثمانمائة ألف فرنك سنويا، فأراد أن يوفر هذه المبالغ الطائلة فاشترى عددا وافرا من أغنام أوروبة المعروفة بالمرنوس.
Page inconnue