Le Collier des Étoiles Élevées

Abdel Malik Al-Asimi Al-Makki d. 1111 AH
99

Le Collier des Étoiles Élevées

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Chercheur

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Histoire
من السَّفِينَة بِمن مَعَه فَرَأى الْعِظَام قد تَفَرَّقت من المَاء الْحَار فهاله ذَلِك وَاشْتَدَّ حزنه فَأوحى الله إِلَيْهِ هَذَا أثر دعوتك أما إِنِّي آلَيْت على نَفسِي أَلا أعذب خلقي بِمثل هَذَا أبدا وَأمره بِأَكْل الْعِنَب الْأَبْيَض فَأَكله فَأذْهب الله عَنهُ الْحزن وَكَانَ ذَلِك لخاصية فِيهِ وَنزل نوح فِي الأَرْض وَمَعَهُ ثَمَانُون نفسا من ذكر وَأُنْثَى غير أَوْلَاده الثَّلَاثَة سَام وَحَام وَيَافث فَسمى ذَلِك الْمحل قَرْيَة الثَّمَانِينَ وَهِي قَرْيَة من نواحي جَزِيرَة ابْن عمر عِنْد الجودى فَهِيَ أول قَرْيَة بنيت بعد الطوفان سميت بِعَدَد الَّذين خَرجُوا من السَّفِينَة وإليها ينْسب الإِمَام أَبُو الْقَاسِم عمر بن ثَابت الثمانيني النَّحْوِيّ قَالَ فِي معالم التَّنْزِيل وَعقد نوح فِي وسط الْجَامِع قبَّة فَأدْخل إِلَيْهَا أَهله وَولده وَالْمُؤمنِينَ إِلَى أَن مصر الْأَمْصَار وأسكن أَوْلَاده الْبلدَانِ فسميت الْكُوفَة قبَّة الْإِسْلَام بِسَبَب تِلْكَ الْقبَّة ثمَّ إِن نوحًا اسْتخْلف ابْنه يافث وَأخذ سامًا وحجا وَأخذ مَعَه الرُّكْن وَالْمقَام وأودعاه جبل أبي قبيس وَلما رَجَعَ قسم الأَرْض بَين بنيه الثَّلَاثَة فَأعْطى حامًا الْمغرب والسواحل وَأعْطى يافث الْمشرق إِلَى مطلع الشَّمْس وَأعْطى سامًا الشَّام واليمن وَلما صَار لسام أَرْبَعمِائَة سنة انْتقل النُّور المحمدي إِلَى زَوجته فَلَمَّا كملت أشهرها رزقت أرفخشد فَأحْسن تَرْبِيَته وَأوحى الله إِلَى نوح إِن نبوتك قد انْقَضتْ فَاجْعَلْ الِاسْم الْأَعْظَم ومواريث الْأَنْبِيَاء عِنْد سَام فَإِنِّي لَا أترك الأَرْض بِغَيْر عَالم يكون حجَّة لي على خلقي وَبشر الْمُؤمنِينَ بِأَن الله سيفرج عَنْهُم بِنَبِي اسْمه هود يهْلك من كفر بِهِ بِالرِّيحِ فَمن أدْركهُ فليؤمن بِهِ فَدَعَا سامًا وَسلم إِلَيْهِ مَوَارِيث الْأَنْبِيَاء وَأمره وَنَهَاهُ وروى عَن سعد بن عبد الله عَن ابْن إِبْرَاهِيم بن هَاشم عَن عَليّ بن الحكم عَن بعض أَصْحَاب أهل الْبَيْت عَن أبي عبد الله قَالَ عَاشَ نوح ألفي سنة وَخَمْسمِائة عَام ثمَّ جَاءَهُ ملك الْمَوْت وَهُوَ فِي الشَّمْس فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك فَرد نوح ﵇ وَقَالَ مَا جَاءَ بك قَالَ جِئْت لأقبض روحك قَالَ فَدَعْنِي أَدخل من الشَّمْس إِلَى الظل فَقَالَ لَهُ نعم فتحول فَقبض روحه فجهزه ابْنه كَمَا أوصاه وَصلى عَلَيْهِ هُوَ وَإِخْوَته ودفنوه فِي الْموضع الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ بعض المؤرخين

1 / 152