Le Collier des Étoiles Élevées
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Chercheur
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Histoire
الْجُمُعَة السَّادِس من نيسان قَالَ كَعْب إِن روح آدم لَيست كأرواح الْمَلَائِكَة وَلَا غَيرهَا من الْأَرْوَاح فَضلهَا الله تَعَالَى بقوله ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ ساجدين﴾ الْحجر ٢٩ فَأمر روحه أَن يغمسها فِي جَمِيع الْأَنْوَار ثمَّ أمرهَا أَن تدخل فِي جَسَد آدم من أَنفه فَقَالَت مَكَان ضيق فنوديت ادخلي كرها واخرجي كرها فَدخلت فِي مَنْخرَيْهِ ثمَّ ارْتَفَعت فِي خياشيمه ووصلت إِلَى دماغه وَمَاجَتْ فِي رَأسه فأبصر وَسمع وشم وتنفس وَصَارَ بَين عَيْنَيْهِ كالغرة الْبَيْضَاء يتلألأ فَهُوَ نور رَسُول الله
وَقيل دخلت من اليافوخ إِلَى عَيْنَيْهِ فَفَتحهَا وَجعل ينظر لنَفسِهِ حَيا فَرَأى فِي سرادق الْعَرْش مَكْتُوب لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله وَلم يقدر على الْكَلَام فَصَارَت الرّوح إِلَى أُذُنَيْهِ فَسمع تَسْبِيح الْمَلَائِكَة ثمَّ جعلت تمر فِي جسده ودماغه وَالْمَلَائِكَة تنظر إِلَيْهِ وَأَن الرّوح انفلتت نازلة إِلَى عُنُقه ثمَّ إِلَى صَدره وجوفه وَتَفَرَّقَتْ فِي جَمِيع أَعْضَائِهِ وعصبه وعروقه فَأمر آدم يَده على رَأسه وَوَجهه فعطس وَقيل إِن الرّوح لما وصلت إِلَى الخياشيم عطس فَلَمَّا لحقت اللِّسَان قَالَ بلغَة عَرَبِيَّة فصيحة وَهِي لُغَة أهل الْجنَّة الْحَمد لله فناداه الرب يَرْحَمك الله رَبك يَا أَبَا مُحَمَّد لهَذَا خلقتك وَهَذَا لَك ولولدك وَلكُل من قَالَ قَوْلك وَلم تزل الرّوح تجْرِي فِي جسده إِلَى أَن وصلت رُكْبَتَيْهِ فاستعجل ليقوم فَسقط فَقَالَ تَعَالَى ﴿وَكَانَ الْإِنْسَان عَجُولًا﴾ الْإِسْرَاء ١١ وَلما بلغت السَّاقَيْن والقدمين اسْتَوَى جَالِسا وَقَامَ على قَدَمَيْهِ فِي يَوْم الْجُمُعَة عِنْد زَوَال الشَّمْس فَنَظَرت الْمَلَائِكَة إِلَيْهِ كَأَنَّهُ الْفضة الْبَيْضَاء فَسَقَطت كلهَا سجودًا كَمَا أَمرهم الله تَعَالَى إِلَّا إِبْلِيس فَأبى أَن يكون مَعَ الساجدين فَقَالَ الله تَعَالَى مَا مَنعك أَن تسْجد لآدَم فعصيتني وَكنت لي طَائِعا تنكر على الْجِنّ الْعِصْيَان وَأَنت تجتهد فِي عبادتي وَسَأَلتنِي أرفعك إِلَى سماواتي وأبحتك الولوج من سَمَاء إِلَى سَمَاء وأنزلتك مَعَ الْمَلَائِكَة إِلَى الأَرْض حَتَّى أخلوا الْجِنّ الَّذين أَنْت مِنْهُم فَمَا مَنعك أَلا تكون مَعَ الساجدين كَمَا أَمرتك وَخفت أَن تكون دون آدم فِي الْفضل فَرَجَعت إِلَى أصلك الأول وعصيت كقومك ونقضت عهدي وميثاقي فبعدًا لَك وَسُحْقًا فَقَالَ إِبْلِيس (أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ
1 / 83