256

Le Collier des Étoiles Élevées

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Chercheur

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Histoire
فوَاللَّه إِنَّه لبعد مقدمنا بشهرين أَو بِثَلَاثَة أشهر مَعَ أَخِيه من الرَّضَاع خلف بُيُوتنَا إِذْ أَتَانَا أَخُوهُ يشْتَد فَقَالَ يَا أُمَّاهُ ذَلِك أخي الْقرشِي قد جَاءَ رجلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَاب بيض فأضجعاه وشقا بَطْنه قَالَت حليمة فَخرجت أَنا وَأَخُوهُ وَأَبوهُ نشتد نَحوه فوجدناه قَائِما منتقعًا لَونه فاعتنقه أَبوهُ وَقَالَ أَي بني مَا شَأْنك قلت هَذِه هِيَ الْمرة الأولى من مَرَّات شقّ صَدره الشريف كَمَا سَيَأْتِي فَقَالَ ﵊ جَاءَنِي رجلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَاب بيض فأضجعاني ثمَّ شقا بَطْني ثمَّ استخرجا مِنْهُ شَيْئا فطرحاه ثمَّ رداه كَمَا كَانَ فرجعنا بِهِ فَقَالَ أَبوهُ يَا حليمة لقد خشيت أَن يكون ابْني هَذَا قد أُصِيب فانطلقي نرده إِلَى أَهله قبل أَن يظْهر بِهِ مَا يتخوف قَالَت حليمة فاحتملناه حَتَّى قدمنَا بِهِ على أمه فَقَالَت مَا لَكمَا رددتماه وَقد كنتما حريصين عَلَيْهِ قَالَا نخشى الْأَحْدَاث عَلَيْهِ فَقَالَت أمه آمِنَة مَا ذَاك بكما فاصدقاني مَا شأنكما فَلم تدعنا حَتَّى أخبرناها خَبره فَقَالَت خشيتما عَلَيْهِ الشَّيْطَان كلا وَالله مَا للشَّيْطَان عَلَيْهِ سَبِيل فانه لكائن لَا بني هَذَا شَأْنًا فَدَعَاهُ عنكما وَقد وَقع شقّ صَدره الشريف مرّة أُخْرَى عِنْد مَجِيء جِبْرِيل بِالْوَحْي فِي غَار حراء وَهَذِه هِيَ الْمرة الثَّانِيَة وَمرَّة أُخْرَى عِنْد الْإِسْرَاء وَهِي الْمرة الثَّالِثَة وَعَن حليمة أَنَّهَا قَالَت لما تمّ لَهُ سنتَانِ قَالَ لي يَا أُمَّاهُ مَالِي لَا أرى أخوي أَي بِالنَّهَارِ قَالَت يَا بني إنَّهُمَا يرعيان غنيمات لنا قَالَ فَمَا لي لَا أخرج مَعَهُمَا قَالَت أَتُحِبُّ ذَلِك قَالَ نعم فَلَمَّا أصبح دهنته وكحلته وعلقت فِي عُنُقه خيطًا فِيهِ جزع يمَان فَنَزَعَهُ ثمَّ قَالَ لي مهلا يَا أُمَّاهُ فَإِن معي من يحفظني قَالَت ثمَّ دَعَوْت يَا بني فَقلت لَهما أوصيكما بِمُحَمد خيرا لَا تفارقاه وَليكن نصب أعينكما فَخرج مَعَ أَخَوَيْهِ فِي الْغنم فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِم مَعَهُمَا إِذْ أَتَاهُ الرّجلَانِ الْمَذْكُورَان وهما جِبْرَائِيل وَمِيكَائِيل ومعهما طشت من ذهب فِيهِ مَاء بثلج فاستخرجاه من الْغنم والصبية فشقا بَطْنه وشرحا صَدره واستخرجا مِنْهُ نُكْتَة سَوْدَاء وغسلاه بذلك المَاء والثلج وحشى إِيمَانًا وَحِكْمَة ومسحا عَلَيْهِ وَعَاد كَمَا كَانَ ثمَّ قَالَ أَحدهمَا لصَاحبه زنه بِعشْرَة من أمته فوزن فرجح بهم ثمَّ قَالَ زنه بِمِائَة فوزن فرجح ثمَّ قَالَ زنه بالف فوزن فرجح ثمَّ قَالَ دَعَتْهُ عَنْك فَلَو وزنته بأمته كلهَا لوزنها

1 / 312