Le Collier des Étoiles Élevées

Abdel Malik Al-Asimi Al-Makki d. 1111 AH
119

Le Collier des Étoiles Élevées

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

Chercheur

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Histoire
وَسَار أميم بن لاوذ بن إرم بن سَام فَحل بِأَرْض فَارس وَنصب كيومرث بن أميم ملكا عَلَيْهِم وَسَار عبيل بن عوص بن إرم بن سَام بن نوح ﵇ فِي وَلَده وَمن تبعه فنزلوا بِالْجُحْفَةِ بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فهلكوا بالسيل فَسمى الموضح بِالْجُحْفَةِ لإجحافه عَلَيْهِم وَكَانَ يثرب بن قامة بن مهلئل بن إرم بن عبيل نزل بِالْمَدِينَةِ فسميت باسمه فَهَلَك أُولَئِكَ بِبَعْض غوائل الدَّهْر وأقصدتهم سهامه فَقَالَ بعض وَلَده مِمَّن رثاهم شعر // (من الْخَفِيف) // (عينُ جودي على عَيبلٍ وَهل يرجعُ ... مَا فاتَ فيضها بانسجام) (عمّروا يثربًا وَلَيْسَ بهَا سَفرٌ ... وَلَا سارحٌ وَلَا ذُو سَنَام) (غرسوا لينها ببحرٍ معينٍ ... ثمّ حفُّوا الفسيلَ بالآجام) قَالَ فِي حقيبة الْأَسْرَار وَكَانَ فِي ولد سَام بن نوح رجل يُقَال لَهُ بواط بن لاوذ كَانَ على دين آبَائِهِ لم يُشْرك وَله أَوْلَاد كثير ضلوا وَكَانَ يُحِبهُمْ وَلَا يقدر أَن يفارقهم وَكَانَ قد أفهمهُ الله تَعَالَى جَمِيع اللُّغَات فَلَمَّا قوي اضطرابهم خَافَ أَن يقتتلوا ويفتن بَعضهم بَعْضًا وَكَانُوا قد أهلهم للعربية لأَنهم من أَوْلَاد سَام بن نوح فَقَالَ لَهُم اعقدوا لي لِوَاء وَرَايَة أرفعها للنَّاس وَأفهم كل طَائِفَة مَا أَقُول لَهُم فعقدوا لَهُ لِوَاء على رمح طَوِيل فرفعه بِيَدِهِ ثمَّ جَاءَ فأركزه فِي وسط الْقَوْم وَأَشَارَ إِلَيْهِم بِيَدِهِ أَن اجْتَمعُوا واسمعوا فَاجْتمع الْقَوْم حوله وأنصتوا فَجعل يلْتَفت إِلَى قوم بعد قوم ويكلمهم كلا بِلِسَانِهِ فَلَمَّا سمعُوا ذَلِك مِنْهُ فرحوا وَقَالُوا يَا فلَان مَا هَذَا الَّذِي جرى علينا وَكَانُوا يعْرفُونَ عقله وَعلمه فَقَالَ لكل قوم بلسانهم هَذِه عُقُوبَة عاقبكم الله بهَا بِسَبَب كفركم وعصيانكم وترككم طَاعَة ربكُم كَمَا فعل بِمن كَانَ قبلكُمْ من الطوفان حَتَّى لم يبْق أحدا وَلَوْلَا أَن الله وعد أَبَاكُم نوحًا أَلا يهْلك أحدا بعد الطوفان بِعَذَاب عَام لسلط عَلَيْكُم عذَابا يهلككم بِهِ وَلَكِن عاقبكم باخْتلَاف أَلْسِنَتكُم وَتغَير لغاتكم وَفِي ذَلِك عِبْرَة لكم فَقَالُوا صدقت يَا شَيخنَا فأشر علينا مَا نصْنَع فألهمه الله تَعَالَى أَن قَالَ تفَرقُوا فِي الْبِلَاد وليأخذ كل رجل مِنْكُم طائفته وَأهل بَيته وَمن هُوَ على لِسَانه وينحاز إِلَى جِهَة من الأَرْض يسكنونها وَلَا

1 / 172