52

Samawal

السموأل: رواية تمثيلية ذات أربعة فصول

Genres

وها إن الدهر قد بسم لنا فقد وافى الأبلق هذا الصباح رسول من الشام يحمل البشائر بوصول امرئ القيس ظافرا غانما. وقد مده قيصر الروم بجحافل وكتائب جرارة يقوى بها على محاربة أعدائه والتنكيل بالذين تمردوا عليه وشقوا عصا طاعته.

1

يزيد :

أجل. بيد أني لا أزال مرتابا بأمر الطماح عدونا الألد، فهو لا ينفك يتعرض لنا ويحاول الإيقاع بنا. والذي يثبتني في ظني هو عدوله عن خطته الأولى وتملقه إيانا بعد مكاشفته بالعداوة وانعطافه علينا بعد مظاهرته بالشحناء؛ فهو لا يزال يضمر لنا الشر ويتحين الفرص لبلوغ الوطر.

الربيع :

وعلام يقوى الطماح وقد أعطانا السموأل ذمته فلا يخفرها، فليسع ما شاء فمكائده أوهى من نسيج العنكبوت، وإن هو إلا كالذئب يعوي عواء فيسكته الأسد الذي نحن في عرينه.

يزيد :

لا تقل يا صاح، فمكائد الأشرار أوسع من أن تحد، فتجعل لهم قوة في استنباط حيل تعيي إبليس نفسه. ومما نبه مني الخاطر هو تغيبه عن الأبلق ثم رجوعه ثم عزمه على حضور السباق الذي يجري في هذا النهار، فقلت: إن في الأمر لسرا خفيا. والطماح هذا - وأنت أدرى به - فارس مغوار في ميدان الدسائس والخيانة.

الربيع :

لقد تمهدت الآن أمامنا جميع السبل وأوطأنا الدهر على نيل المنى، ونحن سلمنا مقاليد أمورنا إلى الإله الجبار، وهو على كل شيء قدير.

Page inconnue