ماذا أسمع؟ ما أعذب هذا الصوت! وما أرق هذه الألحان! فقد أخذت بمجامع قلبي. (يقترب الصوت شيئا فشيئا)
إن هذا الغناء يذكرني أيام الوصل والصفاء حيث كنت في قومي بالقرب ممن أهواه؛ فسقيا لأيام مضت ما كان أحلاها، مضت ولم يبق إلا ذكراها، مضت فأبقت في الفؤاد لوعة وحسرة، مضت كحلم رائع مر طيفه كبرق لمع، فيا أيام هنائي أما من عودة؟ أما من عودة إليك يا ديار؟ ألن تنظر عيني حمانا وربوع نعيمي أم يودع قلبي عن بعد الأهل والمنازل الوداع الأخير؟ (غناء: يقترب الصوت)
إن هذا الصوت ينسيني أسري وأحزاني وينفي عني عنائي وأوجاعي وأشجاني. يخيل لي أني في الأبلق المنيع وهند تطربني بألحانها الشجية، لست أستغرب هذا الصوت ولا تخفى علي هذه النغمة. (يدخل الربيع وهند متنكرين بصفة منشدين.)
المشهد العاشر (عاديا - هند - الربيع)
هند (بتحفظ) :
السلام على الأمير الكريم. هل لك بالغناء فأنشدك بعض أشعار؟
عاديا :
أهلا بقدومك أيها المنشد (على حدة)
هذا صوتها أوتكون هي؟
هند (ناظرة في كل أطراف الخيمة) :
Page inconnue