(1) سورة : البقرة آية رقم : 285 58 - حدثنا إسحاق ، أخبرنا يحيى بن آدم ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، أن النبي A : « كان يوتر بتسع سور ، في الأولى : ألهاكم التكاثر وإنا أنزلناه في ليلة القدر وإذا زلزلت ، وفي الثانية : والعصر وإذا جاء نصر الله والفتح وإنا أعطيناك الكوثر ، وفي الثالثة : قل يا أيها الكافرون ، وتبت يدا أبي لهب وقل هو الله أحد » . وروي موقوفا على علي ، ولم يرفعه ، وعن علي : « ليس من القرآن شيء مهجور ، فأوتر بما شئت » وعن أبي موسى ، « أنه كان بين مكة والمدينة ، فصلى العشاء ركعتين ، ثم قام فصلى ركعة أوتر بها ، فقرأ فيها بمائة آية من النساء ، ثم قال : ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله A قدميه ، وأن أقرأ بما قرأ رسول الله A وعن سعيد بن جبير ، قال : لما أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب أن يقوم بالناس في رمضان ، كان يوتر بهم فيقرأ في الركعة الأولى : إنا أنزلناه في ليلة القدر وفي الثانية : ب قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة : قل هو الله أحد » وعن سعيد بن جبير « أنه كان يقرأ في الوتر في أول ركعة خاتمة سورة البقرة ، وفي الثانية : إنا أنزلناه في ليلة القدر وربما قرأ : قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة : قل هو الله أحد » وعن المغيرة ، عن إبراهيم : « إن شاء الرجل فليقرأ في الوتر من جزئه في الركعة الأولى والثانية » وقال الحسن ، ذكرت ذلك لابن المبارك ، فقال : « أرى أن يقرأ بقدر سبح اسم ربك الأعلى » وسئل مالك عن القراءة في الوتر فقال : « ما زال الناس يقرءون بالمعوذات في الوتر ، وأنا أقرأ بها في الوتر » وعن سفيان ، « كانوا يستحبون أن يقرأ ، في الركعة الأولى : سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية : قل يا أيها الكافرون ثم يتشهد ، وينهض ، ثم يقرأ في الثالثة : قل هو الله أحد ، وإن قرأت غير هذه السور أجزأك » وقال أحمد ، « نختار أن يقرأ في الوتر سبح وقل يا أيها الكافرون وسئل : يقرأ بالمعوذتين في الوتر ؟ ، فقال : ولم لا يقرأ ؟ » باب أمر النبي A أن يجعل آخر الصلاة من الليل وترا 59 - حدثنا محمد بن مينا ، ثنا يحيى بن سعيد القطان ، ثنا عبيد الله ، أخبرني نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي A قال : « اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا » 60 - حدثنا إسحاق ، أخبرنا يحيى بن آدم ، ثنا عمار بن رزيق ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله A « يصلي حتى يكون آخر صلاته الوتر » باب الرجل يوتر بركعة ثم ينام ثم يقوم من الليل ليصلي اختلف أصحابنا : فذهبت طائفة إلى أنه إذا قام من الليل شفع وتره بركعة أخرى ، ثم صلى ركعتين ركعتين ، ثم أوتر في آخر صلاته بركعة . واحتجوا بقول النبي A : « اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا » ، فقالوا : إذا هو قام من الليل فلم يشفع وتره ، وصلى مثنى مثنى ، ثم لم يوتر في آخر صلاته ، كان قد جعل صلاته من الليل شفعا لا وترا ، وترك قول النبي A : « اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا » وكان إسحاق بن إبراهيم وجماعة من أصحابنا يذهبون إلى هذا ، ويحتجون لما ذكرنا ، ويحتجون مع هذه الحجة بأخبار رويت عن أصحاب محمد A أنهم فعلوا ذلك باب ذكر الأخبار المروية عمن شفع وتره من السلف عن عثمان بن عفان ، أنه كان يشفع بركعة ويقول : « ما شبهتها إلا بالغريبة من الإبل . وفى رواية : إني إذا أردت أن أقوم من الليل أوترت بركعة ، فإذا قمت ضممت إليها ركعة ، فما شبهتها إلا بالغريبة من الإبل تضم إلى الإبل وقال سعد بن مالك : أما أنا فإذا أردت أن أصلي من الليل أوترت بركعة ، فإذا استيقظت صليت إليها ركعة ، ثم صليت ركعتين ركعتين ، ثم أوترت وعن سالم ، كان ابن عمر » إذا أوتر أول الليل ثم قام يصلي ، يشفع وتره الأول بركعة ، ثم يصلي بوتر « وعن أبي مجلز ، أن ابن عباس ، قال : » أما أنا فلو أوترت ثم قمت وعلي ليل ، لم أبال أن أشفع إليها ركعة ، ثم أصلي بعد ذلك ما بدا لي ، ثم أوتر بعد ذلك . وفي رواية : إذا أوتر الرجل من أول الليل ثم أراد أن يصلي شفع وتره بركعة ، ثم صلى ما بدا له ، ثم أوتر من آخر صلاته « وعن أسامة بن زيد بمعناه وعن هشام بن عروة كان أبي ، يوتر أول الليل ، فإذا قام شفع » قال محمد بن نصر : وقالت طائفة أخرى : إذا أوتر الرجل بركعة من أول الليل ، وسلم منها فقد قضى وتره ، فإذا هو نام بعد ذلك وأحدث لعلة أحداثا مختلفة ، ثم قام فاغتسل أو توضأ ، وتكلم بين ذلك ، ثم صلى ركعة أخرى ، فهذه صلاة غير تلك الصلاة ، وغير جائز في النظر أن تتصل هذه الركعة بالركعة الأولى التي صلاها في أول الليل ، فتصيران صلاة واحدة ، وبينهما من الأحداث ما ذكرنا ، فإنما هاتان صلاتان متباينتان ، كل واحدة غير الأخرى ، ومن فعل ذلك فقد أوتر مرتين ، ثم إذا هو أوتر أيضا في آخر صلاته ، صار موترا ثلاث مرار ، وقد روي عن النبي A أنه قال : « لا وتران في ليلة » قالوا : وأما رواية ابن عمر عن النبي A : « اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا » ، فإنما ذلك في الرجل يريد أن يصلي من الليل ، فالسنة أن يصلي مثنى مثنى ، ثم يوتر آخر صلاته ، فإذا هو فعل ذلك ونام ، ثم قام فبدا له أن يصلي فليس في ذلك دليل على أن هذا ينبغي له أن يوتر مرة أخرى ؛ لأنه قد قضى وتره مرة ، وليس من السنة أن يوتر في ليلة مرتين ولا ثلاثا ، والحديث الآخر أنه قال : « لا وتران في ليلة » أولى أن يحتج به في هذا الموضع ، . والدليل على ما قلنا أن ابن عمر هو الراوي لقول النبي A : « اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا » وقد كان يشفع وتره ، فلما سئل عن حجته في فعله لم يحتج بقول النبي A : « اجعلوا آخر صلاتكم وترا » بل قال : إنما هو فعل أفعله برأيي . فلو رأى في قول النبي A : « اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا » حجة لفعله لاحتج به ، وقال : إنما أفعله اتباعا لأمر النبي A ، ولم يقل : إنما أفعله برأيي عن مسروق ، سألت ابن عمر ، عن تقضية الوتر ، فقال : « إنما هو شيء أفعله برأيي لا رواية عن أحد » وعن عطاء ، : ذلك الذي يوتر ثلاث مرات وعن مسروق ، قال : قال عبد الله بن عمر « رأيت ، من الرأي ولست أرويه عن أحد ، أني أوتر أول الليل ، فإن قمت وعلي سواد شفعت إليها بركعة ، ثم أوترت آخر الليل » فقال مسروق : كان أصحاب عبد الله يتعجبون من صنيع عبد الله بن عمر باب الأخبار المروية عمن أنكر أن يوتر مرتين في ليلة 61 - حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا أبو داود ، ثنا أيوب بن عتبة ، عن قيس بن طلق ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله A : « لا وتران في ليلة » وتقدم أن أبا بكر وعمر تذاكرا الوتر عند رسول الله A ، فقال أبو بكر : أما أنا فإني أنام على وتر ، الحديث ، وعن عائشة ، عن أبي بكر الصديق أنه « كان يوتر قبل أن ينام ، فإذا قام من الليل صلى مثنى مثنى حتى يفرغ مما يريد أن يصلي » ، وسأل عمرو بن مرة سعيد بن المسيب عن الوتر ؟ فقال : كان عبد الله بن عمر ، يوتر أول الليل ، فإذا قام نقض وتره ، ثم صلى ، ثم أوتر آخر صلاته ، وكان عمر يوتر آخر الليل ، وكان خيرا مني ومنهما أبو بكر يوتر أول الليل ، ويشفع آخره « ، وعن عمار بن ياسر ، وقد » سئل عن الوتر ، فقال : أما أنا فأوتر قبل أن أنام ، فإن رزقني الله شيئا ، صليت شفعا شفعا إلى أن أصبح ، وعن سعيد بن جبير ، وقد سأله حبيب بن أبي عمرة عن الوتر فقال : الأكياس يوترون أول الليل ، وذوو القوة يوترون آخر الليل ، فقلت : فكيف أنت ، قال : آخر الليل ، قلت : فكيف توتر أنت ، قال : آخر الليل . قلت : فإن ناسا يوترون أول الليل ، ثم يقوم أحدهم فيشفع بركعة . فقال : قال ابن عباس : « ذاك الذي يلعب بوتره » وعن ابن عباس ، « في الذي يوتر ثم يريد أن يصلي ، قال : يصلي مثنى مثنى . وفي رواية : حسبه وتره الأول . وفي أخرى : إذا أوترت أول الليل ، ثم قمت تصلي فاشفع إلى الصباح ، فإنك على وتر » ، وعن ابن عباس ، وعائذ بن عمرو ، قالا : « إذا أوترت فلا توتر آخره ، وإذا أوترت آخره فلا توتر أوله » ، وسئلت عائشة ، « عن الرجل يوتر ثم يستيقظ ، فيشفع بركعة ، ثم يوتر بعد ذلك ؟ قالت : ذاك الذي يلعب بوتره ، وعن ابن عباس ، لما بلغه فعل ابن عمر لم يعجبه ، وقال : ابن عمر يوتر في ليلة ثلاث مرات ، وعن عائشة ، » الذين ينقصون وترهم هم الذين يلعبون بصلاتهم « ، وعن أبي هريرة ، » إذا صليت العشاء صليت بعدها خمس ركعات ، ثم أنام ، فإن قمت صليت مثنى مثنى ، وإن أصبحت أصبحت على وتر « ، وسئل رافع بن خديج ، عن الوتر فقال : أما أنا ، فإني أوتر من أول الليل ، فإن رزقت شيئا من آخره ، صليت ركعتين ركعتين حتى أصبح ، وكان ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن يصليان بعد العتمة ركعتين ، ثم يوتران ، ويقولان : » ذاك كافيك لما قبله وما بعده « ، وعن عمرو بن ميمون ، في الذي يوتر ثم يستيقظ ، فقال : » يشفع بركعة « ، وعن علقمة : » إذا أوترت ثم قمت فاشفع حتى تصبح « ، وعن جعفر ، سألت ميمون ، عن الرجل يوتر من آخر الليل وهو يرى أنه قد دنا الصبح ، فينظر فإذا عليه ليل طويل ، فأيهما أحب إليك : أن يجلس حتى يصبح بعد وتره ، أو يصلي مثنى مثنى ، ؟ فقال : » لا بل يصلي حتى يصبح « ، وعن يحيى بن سعيد : » ما أحب إذا نمت على وتر ، ثم استيقظت أن أنقض وتري ، ولي كذا وكذا ، ولكن أصلي مثنى مثنى حتى أصبح « ، وقيل للأوزاعي فيمن أوتر في أول الليل ثم استيقظ آخر ليلته ، أله أن يشفع وتره بركعة ثم يصلي شفعا شفعا حتى إذا تخوف الفجر أوتر بركعة ؟ ، . فكره ذلك وقال : بل يصلي بقية ليلته شفعا شفعا حتى يصبح ، وهو على وتره الأول ، وقال مالك ، » من أوتر من أول الليل ثم نام ، ثم قام ، فبدا له أن يصلي فليصل مثنى مثنى ، وهو أحب ما سمعت إلي « قال محمد بن نصر : وهذا مذهب الشافعي وأحمد ، وهو أحب إلي ، وإن شفع وتره اتباعا للأخبار التي رويناها رأيته جائزا وقال علي بن أبي طالب » الوتر ثلاثة ، من شاء أوتر أول الليل ، فكفاه ذاك ، فإن قام وعليه ليل ، فإن شاء صلى ركعة وسجدتين ، فكانت شفعا لما بين يديها ، ثم صلى ما بدا إذا فرغ ، ومن شاء أخر وتره إلى آخر الليل « ، وعن الحسن ، : » إن شئت أوترت من أول الليل ، ثم صليت من آخر الليل شفعا شفعا ، وإن شئت صليت إلى وترك ركعة ثم صليت شفعا شفعا ، وإن شئت أوترت من آخر الليل ، كل ذلك حسن جميل « قال محمد بن نصر : وقد قال بعض من ذهب هذا المذهب : قول النبي A : » اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا « إنما هو ندب واختيار ، وليس بإيجاب ، والدليل على ذلك صلاة النبي A بعد الوتر ، وكذلك قوله : » صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة « ، إنما هو ندب واختيار لا إيجاب ، والدليل عليه وتر النبي A بخمس وسبع وتسع ، لم يسلم إلا في آخرهن وسئل أحمد فيمن أوتر أول الليل ثم قام يصلي : قال : يصلي ركعتين ركعتين ، قيل : وليس عليه وتر ؟ قال : » لا « باب صلاة النبي A بعد الوتر 62 - حدثنا عبيد الله بن سعيد ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن يحيى بن أبي كثير ، ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنه سأل عائشة ، عن صلاة رسول الله A بالليل ، فقالت : « كان يصلي من الليل ثماني ركعات ثم يوتر ، ثم يصلي ركعتين وهو جالس ، فإذا أراد أن يركع قام فركع » 63 - حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا حماد بن مسعدة ، عن ميمون بن موسى المرئي ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة ، أن النبي A : « كان يصلي ركعتين خفيفتين وهو جالس بعد الوتر » 64 - حدثنا شيبان بن أبي شيبة ، ثنا عمارة بن زاذان ، ثنا أبو غالب ، عن أبي أمامة ، قال : كان رسول الله A : « يوتر بتسع ، حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع ، وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيها إذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون » قال محمد بن نصر : وقالوا : الدليل على ذلك أيضا أن ابن عمر هو الراوي عن رسول الله A : « اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا » وهو الذي كان يشفع وتره ، وروي عنه أنه سئل عمن قام من الليل وقد أوتر قبل أن ينام فصلى مثنى مثنى ولم يشفع وتره ، قال : ذلك حسن جميل . فدل فتياه على أنه رأى قوله : « اجعلوا آخر صلاتكم وترا » اختيارا لا إيجابا 65 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وسليمان بن يسار كلاهما عن عبد الله بن عمر ، قالا : سأله رجل عن الوتر ، فقال : « أما أنا فإني إذا صليت العشاء الآخرة صليت ما شاء الله أن أصلي مثنى مثنى ، فإذا أردت أن أنام ركعت ركعة واحدة ، أوترت لي ما قد صليت ، فإن هببت من الليل فأردت أن أصلي شفعت (1) بواحدة ما مضى من وتري ، ثم صليت مثنى مثنى ، فإذا أردت أن أنصرف ركعت ركعة واحدة ، فأوترت لي ما صليت ، إن رسول الله A أمر أن يجعل آخر الصلاة من الليل الوتر » فقال له رجل : أفرأيت إن أوترت قبل أن أنام ، ثم قمت من الليل فشفعت حتى أصبح ، قال : « ليس بذلك بأس ، حسن جميل »
__________
Page 87