La Prière selon l'Imam Ahmad

Ahmad ibn Hanbal d. 241 AH
33

La Prière selon l'Imam Ahmad

الصلاة للإمام أحمد

Genres

Hadith

وهذا الإمام أحمد صبر وحده مع عدد قليل من العلماء ، فكيف لو أن جمهور العلماء في عصره تكاتفوا ولم يخذل بعضهم بعضا بالاستجابة ؟ إذا لكان رد فعل أهل البدع أضعف لأنهم يعرفون أن الأمة تقدم علماءها الصادقين في مرجعيتهم ولا تستبدل بهم أحدا .

والذي أريد قوله أن علينا أن لا نضعف إذا حقق أعداء الدعوة من العلمانيين وغيرهم مكسبا ، أو ظهروا على مؤسسة معينة ، بل يجب أن يزيد ذلك من تمسكنا ويضاعف قوة دعوتنا بالحكمة والعقل ، لأنها معادلة لا تتخلف ( أنه لاتنجح دعوة باطلة إلا لضعف دعوة الحق ) فالخلل منا أولا ونحن أولى بنقد أنفسنا .

4. دور المأمون في الفتنة :

نلمح بجلاء من دراسة المحنة أن المأمون كان مخدوعا بعلماء البدعة يزينون له الباطل حتى ظنه حقا ، فهو قد يكون معذورا من هذه الجهة ، وعليه لابد أن نطلب العذر للسلطان في ما يعمل مما يظنه حقا وهو على خلافه ، لا أن نجعل ذلك حجة للطعن في نواياه وتضخيم خطئه حتى نجعله عدوا للإسلام والمسلمين ، بل نوازن بين الحسنات والسيئات ، ونعامله بالشرع وإن لم يعاملنا هو به .

فهذا الإمام أحمد عفى عن المعتصم وأحله من ضربه ، مع أنه ضربه ضربا لو كان على فيل لهده كما ذكر بعضهم(1)، ومع ذلك عفا عنه لما فتح عمورية ، ولأنه عرف أنه مخدوع بما يزين له علماء السوء .

Page 34