La Prière selon l'Imam Ahmad

Ahmad ibn Hanbal d. 241 AH
31

La Prière selon l'Imam Ahmad

الصلاة للإمام أحمد

Genres

Hadith

إن اهل العلمنة والحداثة والمغتربين يحاولون استغلال الجانب النفسي في فرض طروحاتهم ، ويعرفون جيدا أن إضعاف أهل الدعوة وإدخال الخلخلة ونزع ثقتهم في المجتمع هو أول مكسب يجب تحقيقه تمهيدا لنشر ضلالاتهم ، ويلجؤون لتحقيق ذلك عن طريق إيهام أهل الدعوة بقوتهم وتضخيم صورتهم وإنجازاتهم وأن دعوتهم قد انتشرت في كل مكان ، مع أنك لو تتبعتهم لوجدتهم شرذمة قليلون ، غير أن علو أصواتهم وخفوت أصوات أهل الحق كثرهم في أعين الناس .

أضف إلى ذلك أنهم غرباء في مجتمعاتنا لا يجدون لهم أذنا صاغية ، فلذلك تراهم يلجؤون للتخفيف من معاناتهم إلى كيل المديح لبعضهم البعض ، ويحاولون إيجاد مجتمعات صغيرة تجمعهم بأشباههم ليبعدوا عنهم الإحساس بالغربة ، فيعقدون المؤتمرات والندوات ويضخمون أنفسهم في وسائل الإعلام التي لهم فيها صوت مسموع ، كل هذا مما يشعرون به من مرارة الغربة والفشل الذريع الذي يحتوشهم من كل جانب .

وإذا فكرت قليلا في أعداد الذين يستجيبون لدواعي المعصية لوجدتهم الأقل بالنسبة للصالحين أو الذين يغلب عليهم الصلاح ، مع أن الغالبية العظمى من العصاة يعترف بخطئه وأن ما يفعله محرم ، وهذا دليل على فشل العلمانية لأن هدفها ليس وقوع المسلم في معصية فقط ، بل هدفها أن يعتقد المسلم حل هذه المعصية ، وبينهم وبين تحقيق هذا الهدف مسافات بعيدة إلا إذا خلت الساحة لهم من أهل الدعوة الحقة .

فلماذا يتكاسل أهل الدعوة ولايقومون بواجبهم تجاه دينهم ، مع أن الغلبة لهم شرعا ومنطقا بعز عزيز أو بذل ذليل .

Page 32