La Prière selon l'Imam Ahmad
الصلاة للإمام أحمد
Genres
ومن حسن تمسكه بالسنة ما رواه ابن هانىء قال : ( اختفى أبو عبدالله عندي ثلاثا ثم قال : اطلب لي موضعا قلت : لا آمن عليك ، قال : افعل فإذا فعلت أفدتك ، فطلبت له موضعا ، فلما خرج قال : اختفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار ثلاثة أيام ثم تحول ، وليس ينبغي أن تتبع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرخاء وتترك في الشدة )(1).
عبر من المحنة
استمرت المحنة زهاء سنتين وأربعة أشهر ، وحري بنا أن نستجلي من هذه المحنة بعض العبر لنستفيد منها في واقعنا ، فإن الشخصيات تختلف والزمن يتغير والفتن تتغاير لكن المنهج واحد ، والقاعدة لا تتغير وسنتوقف عند عدة نقاط :
1. ثبات المنهج :
كانت دعوته رحمه الله منهجية لا تتأثر بردود الأفعال ، فقد فعل المأمون ومن بعده ما فعل من تغيير السنة ونشر البدعة وإعلاء أهل البدع والتمكين لهم وقمع أهل السنة ، وعاش الناس في محنة عظيمة ، وفي عصر الواثق جاءه المتسرعون فقالوا : ( إن هذا الأمر قد فشا وتفاقم ونحن نخافه على أكثر من هذا ، وذكروا ابن أبي دواد وأنه على أن يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في المكاتب القرآن كذا وكذا(2)، فنحن لا نرضى بإمارته ، فمنعهم من ذلك وناظرهم )(3)، أراد هؤلاء أن يتخذوا من الفتنة حجة وذريعة للخروج على السلطان فمنعهم الإمام أحمد لأن الأمر واضح من الشريعة : ( إلا أن تروا كفرا بواحا )(4)، مع أن الواثق نفاه عن مدينته(5) ومنعه من التعليم فاستجاب وأطاع ولم يكابر حتى إنه لم يخرج للصلاة(6).
Page 28