La Prière selon l'Imam Ahmad
الصلاة للإمام أحمد
Genres
وذكر مرة أخلاق الورعين فقال : ( أسأل الله أن لا يمقتنا ، أين نحن من هؤلاء )(1)، وقال محمد بن الحسن بن هارون : ( رأيت أبا عبدالله إذا مشى في الطريق يكره أن يتبعه أحد )(2).
ومن تواضعه أنه لم يكن ينتقم لنفسه ولا يعظمها ولا يغضب إلا لحدود الله ، حتى قال عبدالله بن محمد الوراق : ( كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال : من أين أقبلتم ؟ قلنا : من مجلس أبي كريب ، فقال : اكتبوا عنه فإنه شيخ صالح ، فقلنا : إنه يطعن عليك ، قال : فأي شيء حيلتي ؟ شيخ صالح قد بلي بي )(3)، ودون هذه مفاوز !.
خوفه وعدم أمنه على نفسه
ولم يكن يركن إلى قول الناس فيه ومدحهم له ، بل كان ذلك يزيده خوفا على نفسه ، قال صالح : ( كان أبي إذا دعا له رجل قال : ليس يحرز الرجل إلا حفرته ، الأعمال بخواتيمها )(4) ، وقال المروذي : ( قلت لأبي عبدالله : ما أكثر الداعي لك ، قال : أخاف أن يكون هذا استدراجا بأي شيء هذا ؟ )(5) ، وقال له مرة : ( إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار ، فقال : يا أبا بكر ، إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس )(6).
وكان يأتيه الرجل يقص عليه الرؤيا الحسنة له فيقول : ( الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره )(7).
قال المروذي : ( بال أبو عبدالله في مرض الموت دما عبيطا فأريته الطبيب ، فقال : هذا رجل قد فتت الغم والخوف جوفه)(8).
وكان يكثر من قوله : ( الأعمال بخواتيمها ويقول : وددت أني نجوت من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي )(9).
- - - - -
Page 26