La Prière selon l'Imam Ahmad

Ahmad ibn Hanbal d. 241 AH
162

La Prière selon l'Imam Ahmad

الصلاة للإمام أحمد

Genres

Hadith

(1) الأمر بالاستعانة بالصبر والصلاة تكرر في أكثر من موضع ، قال ابن جرير في هذه الآية : ( حض من الله تعالى ذكره على طاعته واحتمال مكروهها على الأبدان والأموال ..بالصبرعلى مكروه ذلك ومشقته ثم بالفزع فيما ينوب من مفظعات الأمور إلى الصلاة لي ) التفسير بتصرف 2 / 41 ، وقال : ( وقد قيل : إن معنى الصبر في هذا الموضع : الصوم ) ثم تأول لقائل هذا القول 1 / 298 .وقد ذكره القرطبي عن مجاهد ، ورأيته عن الشريف عبدالخالق بن عيسى بن أحمد الهاشمي العباسي أبو جعفر من علماء الحنابلة ، قال في الطبقات : ( قال القاضي أبو الحسين : أخذ الشريف أبو جعفرفي فتنة أبي نصر ابن القشيري وحبس أياما فسرد الصوم وما أكل لأحد شيئا ، قال : ودخلت عليه في تلك الأيام ورأيته يقرأ في المصحف ، فقال لي : قال الله تعالى : { واستعينوا بالصبر والصلاة } تدري ما الصبر ؟ قلت : لا ، قال : هو الصوم ، ولم يفطر إلى أن بلغ منه المرض ) طبقات الحنابلة 3/ 22 . قال القرطبي : ( فجاء الصبر والصوم على هذا القول متناسبا في أن الصيام يمنع الشهوات ويزهد في الدنيا ، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتخشع ويقرأ فيها بالقرآن الذي يذكر بالآخرة ) تفسيره 1 / 253، وإذا كان الصبر بمعناه العام فالصيام من أعظم الصبر .

والأمر بالاستعانة بالصبر والصلاة جاء عاما ، فالصبر والصلاة يستعان بهما على مشاق الدنيا وتقلباتها ومصائبها ، كما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه ( كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ) أخرجه أبو داود ح1319 والطبري في تفسير الآية وصححه الألباني في صحيح الجامع 4703 ، كما أنهما عون للعبد على نيل الفوز في الآخرة برضا الله وجاء هذا عن ابن جريج وأبي العالية أنهما قالا : استعينوا بالصبر والصلاة على مرضاة الله ، وإنهما معونتان على رحمة الله ، أخرجه ابن جرير 1 / 299 .

Page 63