La Prière selon l'Imam Ahmad

Ahmad ibn Hanbal d. 241 AH
15

La Prière selon l'Imam Ahmad

الصلاة للإمام أحمد

Genres

Hadith

ومن عجيب ذلك ما رواه محمد بن يحيى الكسائي قال : دخلت على خلف بن هشام البزار(2) وقد خرج من عنده أحمد بن حنبل وزهير بن حرب أبو خيثمة ويحيى بن معين ، فقال لي : من رأيته خرج من عندي ؟ قلت : فلان وفلان وفلان ، فقال : إنه كان قدامي قنينة فيها نبيذ فلما رأتهم الجارية جاءت تشيلها(3) فقلت : لم هذا ؟ فقالت : يا مولاي جاء هؤلاء الصالحون فيرون هذا عندك ؟ فقلت : أضيفي إليها أخرى ، يرى الله عز وجل شيئا فأكتمه عن الناس ؟ وأردت أن أنظر إلى عقل هذا الفتى يعني أحمد بن حنبل فحول ظهره إليها ، وأقبل علي يسألني عما يريده ، فقلت له لما أراد الانصراف : أي شيء تقول في هذا يا أبا عبدالله؟فقال : ليس ذاك إلي ، ذاك إليك ، فقلت : كيف ؟ قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )(4)، والرجل راع في منزله ومسؤول عما فيه ، وليس للخارج أن يغير على الداخل شيئا ، فلما خرج سكبت خابيتين ، وعاهدت الله على أن لا أذوقه حتى أعرض على الله )(5) وفيها فوائد :

أولها : أسلوب الإنكار على أهل البيت ، وثانيها : غض الطرف وعدم إظهار اكتشاف المنكر ، وثالثها : أسلوب الإنكار فيما فيه خلاف ولو كان الخلاف ضعيفا .

فهذا النبيذ الذي كان يشربه خلف متأولا هو مما أباحه أهل الكوفة ، مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت عنه أن ( ما أسكر كثيره فقليله حرام )(1)، ولكنهم يتأولون ، ومع هذا كان أحمد عاقلا في تعامله مع خلف حتى إنه تأثرا بذلك تاب من شرب النبيذ .

وقال الدوري : إنهم ذكروا خلف البزار عند أحمد ، فقالوا : يا أبا عبدالله ، إنه يشرب ؟ قال : قد انتهى إلينا علم هذا عنه ، ولكن هو والله الثقة الأمين شرب أو لم يشرب )(2).

وهذا أيضا أدب ينقصنا بشدة ، فالذي نراه أننا ننتقص كثيرا من العلماء بسبب عملهم برأي ما ، مما فيه خلاف لا يصح في وجه النصوص ، ومثاله حلق اللحية أو تخفيفها ، فقد ربينا أنفسنا بطريقة عجيبة على تنقص من يحلق لحيته واطراحه ، ولو اتصف بصفات العلماء لكنه زل في إباحته حلقها ، ولا نأبه لرأيه ولا لقوله ، والذي نعرفه من أنفسنا الآن أنا رأينا بعض الذين يحلقون لحاهم من أهل العلم أو يخففونها جدا ، رأينا بعضهم في مستويات رفيعة من التقوى والعلم والفقه ، كما يوجد ممن يعفون لحاهم من هو في واد والعلم والتقوى والأمانة في واد ليس من الأول بقريب .

Page 15