Versement de la littérature sur la Lamiyya des Arabes
سكب الأدب على لامية العرب
Genres
وتغار: فعل مضارع مبني للمجهول، وفاعله ضمير يعود الى خيوطة وتفتل: معطوفة عليه، وحكمها حكمها أي: تغار تلك الخيوطة وتفتل أيضا.
المعنى:
وأطوي أمعائي على الجوع فأخفيه، فتطوى مثل انطواء الخيوطة المفتولة من هذا الكساء المعروف، وأقتات صبرا لم يكن من الناس من به موصوف.
((وفي كلامه مبالغة في دقة أمعائه، وما بذاك بسهل حتى كأنها خيوطة مفتولة أشد الفتل، وهو في ذاته دقيق، فإذا كان مفتولا إزداد خفاؤه ولا يرى له مطيق، وهذه الحالة لا تكون إلا إذا كانت خالية من الطعام، موالفة للفيافي والآجام، وفيه مبالغة أخرى في إخفاء الجوع، لأن باطن المفتول مخفي فإذا فتل صار أخفى (1)
تكميل:
كون الكاف صفة مصدر محذوف، فليس هو مصدر للمذكور، بل لمطاوعة المصدر فكأنه قال: أطوي أمعائي فتنطوي انطواء كما ذكرنا، والمطاوعة قبول الأثر [80ظ] كقولك: كسرته فانكسر أي: قبل الكسر، كما هو مذكور في كتب التصريف.
استطراد:
ومن أعجب أمور الدنيا، ومعاملتها لذوي المجد ونفرتها عنهم، حتى أن هذا النجيب يصف أمعائه بأنها كالخيوط المغارة المفتولة من شدة الصبر على الجوع، ونظير هذا أن الطغرائي كان منشئا للسلطان محمد (2)، وصاحب ديوان الطغرا (3)، وله يد في الكيمياء وحل رموزها، ومع هذا يقول (4): [من البسيط]
أريد بسطة كف أستعين بها ... على أداء حقوق للعلى قبلي
Page 249