Prisonnière de Téhéran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
صرخ أحدهم: «فوق أسطح المنازل!»
نظرت للأعلى فرأيت الحرس الثوري في كل مكان. سقط شاب كان يقف بجوارنا على الأرض متأوها واضعا يديه على بطنه، بينما تدفق خط أحمر رفيع من بين أصابعه فسال على الرصيف. حدقت إليه ولم أستطع التحرك. كان الناس يصرخون ويركضون في اتجاهات مختلفة والدخان يملأ الجو، وشعرت بآلام حارقة في عيني. انعزلت عن صديقاتي، ولم يكن بوسعي ترك الرجل المصاب هكذا، فانحنيت بجواره، ونظرت في عينيه، ورأيت سكون الموت. لقد مات أراش مثله وحيدا غريبا. لا بد أن هناك من يحب هذا الرجل وينتظر عودته.
عندها سمعت صوتا مألوفا: «مارينا!»
أمسكت جيتا بيدي وجذبتني معها. كان الهواء مشبعا بالغاز المسيل للدموع، ورجال ملتحون يرتدون ثيابا مدنية يلوحون بهراوات خشبية في الهواء يهاجمون بها الحشود الفارة، والناس يصرخون، ونحن نجري وسط هذا المشهد الجنوني.
عندما عدت إلى المنزل دخلت الحمام وأوصدت الباب خلفي، وتمنيت لو قتلت أثناء إطلاق النار. لم أكن أرغب في الحياة، وما جدوى كل هذا العذاب؟ ذهبت إلى غرفة والدي وفتحت درج الأدوية الذي كان يحفل بأشكال وأحجام مختلفة من الزجاجات والعلب، من أدوية السعال إلى مضادات الحموضة والأسبرين وأنواع مختلفة من مسكنات الآلام. تفحصتها كلها فوجدت زجاجة شبه ممتلئة من الحبوب المنومة، أسرعت بها مرة أخرى إلى الحمام. الموت في زجاجة. كل ما أحتاج إليه هو رفع الغطاء وابتلاع الحبوب، وسوف يأتي الملاك، وسوف أخبره أني شاهدت الكثيرين يموتون. ملأت كأسا بالماء وفتحت غطاء الزجاجة، لكن في أعماقي كنت أعلم أني أرتكب خطأ. ماذا لو قرر كل من يؤمن بالخير الانتحار من كثرة ما يلاقي في هذا العالم من معاناة؟ أغمضت عيني ورأيت عيني الملاك. تمنيت أن تفخر بي جدتي وأراش وإيرينا، وأن أفعل شيئا في حياتي ؛ شيئا صالحا ذا قيمة. لقد رأيت حياة شاب تسكب داخل دائرة من الدماء على الرصيف. لا يمكنني الاختباء؛ الموت ليس مكانا للاختباء. أغلقت الزجاجة وأعدتها إلى خزانة الأدوية. ربما يوجد ما أستطيع القيام به. هرعت إلى المتجر، وأحضرت لافتة من الورق الأبيض المقوى، وكتبت عن هجوم الحرس الثوري على المظاهرة السلمية.
وفي اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة مبكرا عن العادة فوجدت الممرات خالية، وثبت اللافتة بشريط لاصق على أحد الجدران، ووقفت أمامها أتظاهر بقراءتها. بعد نحو نصف ساعة تجمعت الطالبات، وسرعان ما تجمع حشد كبير يحاول قراءة القصة، ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى ظهرت محمودي خانم التي اقتحمت الممر بخطوات سريعة غاضبة ووجهها أحمر من شدة الغضب.
صاحت: «تنحوا جانبا!»
أطعنا الأمر. قرأت بضعة أسطر ثم سألت عمن كتب هذا، وعندما لم يجبها أحد مزقت اللافتة وهي تصيح: «إنها أكاذيب!»
اعترضت: «ليست أكاذيب، لقد كنت هناك.» - «إذن أنت التي كتبتها.»
أخبرتها كيف أطلق الحرس الثوري النار على الأبرياء.
Page inconnue