Prisonnière de Téhéran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
كان أراش من المتفوقين في المدرسة الثانوية، وقد أنهى للتو عامه الأول في كلية الطب بجامعة طهران. أخبرته أنني متفوقة أيضا، وأنني أرغب في دراسة الطب مثله، ودعوته للسباحة معي، ولكنه أخبرني بأنه يفضل الجلوس على الشاطئ والقراءة.
كانت جدته إيرينا قد أعدت وليمة للغداء، وكان الجو جميلا، فوضعت المائدة في الفناء الخلفي تحت شجرة الصفصاف متهدلة الأغصان. كانت المائدة مغطاة بمفرش أبيض مكوي بعناية. راقبتها وهي تصب عصير الليمون في كأسي بينما نسيم البحر يداعب خصلات شعرها الفضي، ثم ملأت طبقي بالأرز طويل الحبة والسمك المشوي والسلطة متجاهلة اعتراضاتي. - «عليك أن تكثري من تناول الطعام يا مارينا، فأنت نحيفة جدا. يبدو أن والدتك لا تطعمك جيدا.»
منذ أن اكتشفت إيرينا أنني أتحدث الروسية، لم تتفوه معي بكلمة واحدة بالفارسية. كانت مثل جدتي معتدة بنفسها، ومع أنها تعرف الفارسية، فقد كانت ترفض الحديث بها إلا عند الضرورة القصوى. لم أعد أجيد الروسية كما كنت من قبل. فمع أن والدي يتحدثان الروسية في المنزل، فإني رفضت استخدامها منذ وفاة جدتي، لأني شعرت أنها شيء خاص نتشارك فيه أنا وهي، ولم أكن أرغب في مشاركته مع أحد غيرها. لم تكن مهارات أراش اللغوية أفضل مني كثيرا، وهكذا لم أكن أشعر بالحرج، وشعرت بالسعادة لاستخدامي الروسية مرة أخرى في الحديث مع إيرينا التي كانت تذكرني بأيام طفولتي المبكرة.
بعد الغداء ذهبت إيرينا كي تغفو قليلا، وذهبت أنا وأراش إلى المطبخ كي نغسل الأطباق. ملأت الحوض بالأطباق المتسخة بينما أراش يضع بقايا الطعام في أوعية بلاستيكية داخل الثلاجة. عندما انتهى من حفظ بقايا الطعام وقف بجواري وفي يده قماشة لتجفيف الصحون. وعندما ناولته أول طبق انتهيت من غسله كي يجففه التقت أعيننا، وقاومت الرغبة الملحة بداخلي في أن أمد يدي وألمس وجهه. •••
أخبرني أراش ذلك المساء ونحن جالسان في الفناء الخلفي لمنزله: «علي أن أصلي قبل غروب الشمس.» - «أيمكنني مشاهدتك؟»
قال لي: «يا لأفكارك الغريبة!» لكنه وافق، وراقبته دون أن أتفوه بكلمة. توجه نحو القبلة وشرع يؤدي الصلاة، فأغلق عينيه، وتمتم بأدعية باللغة العربية، ثم ركع، ووقف، ولمس حجر الصلاة بجبهته.
سألته بعد أن انتهى من صلاته: «لماذا أنت مسلم؟»
قال وهو يضحك: «أنت أغرب من قابلت في حياتي!» لكنه أوضح لي أنه مسلم لأنه يعتقد أن الإسلام بإمكانه أن ينقذ العالم.
سألته: «وماذا عن روحك؟»
فوجئ بسؤالي، وأجابني: «بالطبع سوف ينقذ روحي أيضا. هل أنت مسيحية؟» - «نعم.» - «لماذا؟ هل لأن والديك مسيحيان؟»
Page inconnue