Prisonnière de Téhéran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
وضعت المسبحة في جيبي.
اقتادني الحارسان إلى سيارة مرسيدس سوداء واقفة أمام باب منزلنا، وفتحا لي الباب الخلفي فدلفت إلى السيارة. عندما بدأت السيارة في التحرك، نظرت خلفي فلمحت النوافذ المضيئة لمنزلنا تواجه الظلام، وشبحي والدي يقفان عند باب المنزل. كنت أدرك أنه من المفترض أن أشعر بالرعب، لكنني لم أكن خائفة. كان يحيط بي فراغ قاس.
قال أحد الحارسين: «أود أن أوجه لك نصيحة؛ من مصلحتك أن تجيبي على كل الأسئلة التي توجه لك بصدق، وإلا ستدفعين الثمن. لعلك سمعت أن لديهم في «إيفين» أساليبهم الخاصة لحمل المتهمين على الكلام. يمكنك تجنب الألم إذا قلت الحقيقة.»
انطلقت السيارة مسرعة باتجاه الشمال نحو جبال «ألبرز»، وفي تلك الساعة كانت الطرقات شبه خالية؛ فلم يكن بها أي مشاة، بل القليل من السيارات فحسب. كانت إشارات المرور ترى على مسافة بعيدة، حيث تتغير من اللون الأحمر إلى الأخضر والعكس. وبعد مرور نحو نصف الساعة رأيت في ضوء القمر الشاحب الأسوار الملتوية لسجن «إيفين» تتخذ خطا متعرجا وسط التلال. كان أحد الحرس يخبر الآخر عن زواج شقيقته الوشيك. كان فرحا للغاية؛ لأن العريس من كبار قيادات الحرس الثوري وينتمي لعائلة عريقة موسرة. فكرت في أندريه، فشعرت بألم هائل في أحشائي تسلل بعدها إلى كل أنحاء جسدي؛ شعرت وكأن شيئا خطيرا قد حدث له وليس لي.
دلفنا إلى شارع ضيق متعرج، وظهرت أسوار السجن المرتفعة المبنية بالطوب الأحمر على يميننا. وكل بضع خطوات تغمر أضواء الكشافات الليل بضوئها الساطع من أبراج المراقبة. اقتربنا من بوابة حديدية كبيرة وتوقفنا أمامها. رأيت في كل مكان رجالا ملتحين مسلحين، بينما الأسلاك الشائكة التي تغطي أعلى السور تلقي بظلال متشابكة على الرصيف. ترجل السائق من السيارة، وأعطاني الحارس الذي كان جالسا في المقعد الأمامي شريطا سميكا من القماش، وطلب مني أن أعصب عيني قائلا: «أحكمي العصابة جيدا، وإلا جلبت لنفسك المتاعب.» مرت السيارة عبر البوابة وعيناي معصوبتان، وتابعت سيرها دقيقتين أو ثلاثا قبل أن تتوقف مرة أخرى. فتحت أبواب السيارة، وطلب مني أن أخرج منها، وقيد أحدهم معصمي بالحبال وسحبني، فتعثرت ووقعت على الأرض.
سمعت صوتا يقول: «أأنت عمياء؟» وضحك أحدهم.
سرعان ما شعرت بالدفء، فأدركت أننا دخلنا أحد المباني. كان سنا ضوء بسيط يتسلل من العصابة، ورأيت أننا نسير عبر أحد الأروقة. كان الجو مشبعا برائحة العرق والقيء، وأمرت بأن أجلس على الأرض وأنتظر. شعرت بآخرين يجلسون إلى جواري، ولكنني لم أتمكن من رؤيتهم. الكل صامت، لكن أصواتا مبهمة غاضبة كانت تسمع من خلف الأبواب المغلقة. ومن حين إلى آخر كنت أميز بعض الكلمات، مثل: كاذب - أخبرني - الأسماء - اكتبها ... وأحيانا أسمع أناسا يصرخون من شدة الألم. بدأ قلبي ينتفض بين أضلعي حتى إنها آلمتني، فوضعت يدي على قلبي وضغطت عليه بقوة. وبعد لحظات جاء صوت صارم يأمر أحد الأشخاص بالجلوس إلى جواري؛ إنها فتاة تبكي.
سألتها هامسة: «لماذا تبكين؟» - «أنا خائفة. أريد العودة إلى المنزل.» - «أعلم ذلك، أنا أيضا أريد العودة إلى المنزل، لكن لا تبكي، فلن يفيد ذلك شيئا. أنا واثقة أنهم سيطلقون سراحنا عما قريب.» كنت أعلم أني أكذب. - «كلا لن يفعلوا! سأموت هنا! سنموت هنا جميعا!»
قلت: «عليك أن تتحلي بالشجاعة.» وشعرت بالندم على الفور. ربما تعرضت الفتاة للتعذيب، فكيف أطالبها أن تتحلى بالشجاعة؟!
سمعت صوت رجل يقول: «كم أن هذا ممتع! مارينا، تعالي معي. تقدمي عشر خطوات للأمام ثم استديري يمينا.»
Page inconnue