Prisonnière de Téhéran

Suha Shami d. 1450 AH
177

Prisonnière de Téhéran

سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية

Genres

ما إن اجتزنا ميدان «أزادي» بنصبه التذكاري الأبيض الشاهق - أحد معالم طهران، بني في عهد الشاه وأصبح بوابة للمدينة - أدركت أنه الوداع الأخير، فألقيت نظرة أخيرة على قمم جبال «ألبرز» المغطاة بالثلوج التي ظهرت بالكاد تحت سماء الليل.

وفي المطار أوقفنا السيارة وسرنا نحو البوابة صامتين. كنا قد ذهبنا مبكرين عدة ساعات بسبب الإجراءات الأمنية الطويلة، فالحرس الثوري يفتحون الأمتعة ويفتشونها تفتيشا دقيقا، وكان ممنوعا حمل الآثار أو الكثير من المجوهرات أو مبالغ كبيرة من المال خارج البلاد، لكن كل شيء مر بسلام، ولوحت أودع والدي، ونحن جميعا نبكي.

أقلعت طائرتنا التابعة للخطوط السويسرية في الصباح الباكر، وبعد فترة وجيزة كنا قد عبرنا الحدود، ونزعت معظم النساء حجابهن ووضعن مساحيق التجميل. ظللت أستمع إلى هدير المحركات الرتيب، وأغلقت عيني وتساءلت هل بالجنة مكان توضع فيه «المفقودات»، فقد نسيت إحضار الكثير من الأشياء، منها صندوق مجوهرات فضي كانت جدتي تستخدمه لتخزين السكر وتحتفظ به على مائدة المطبخ، وكان هدية من زوجها، كنت على يقين من أنها في كل مرة تضيف فيها السكر إلى الشاي تتذكر الأوقات التي قضياها معا، وهناك أيضا ناي أراش والعقد الذي لم تسنح له الفرصة لإعطائي إياه، وخاتم زفافي الأول. ربما لم أفقد تلك الأشياء، ويوما ما سأعثر عليها جميعا تحت «صخرة الصلاة» بأحجارها المغطاة بالطحالب في غابة غريبة تسكنها الملائكة.

خاتمة

في الثامن والعشرين من أغسطس 1991، وبعد أن قضينا ثمانية أيام في مدريد وعشرة أشهر في «بودابست» في انتظار مراجعة أوراقنا، أقلتنا طائرة تابعة للطيران السويسري نحو أحد مطارات زيورخ، حيث انتظرنا دورنا كي نستقل الطائرة المتجهة إلى تورونتو. كنت قد علمت مايكل بعض الكلمات باللغة الإنجليزية، وأخبرته عن بلد جميل يدعى كندا، حيث تتساقط الثلوج كثيرا في فصل الشتاء، ويمكننا أن نبني رجل ثلج كبيرا، وحيث يصبح الجو دافئا في الصيف وتكتسي الأرض بالحياة، ويمكننا أن نسبح في البحيرات الزرقاء. ظل واقفا بجواري متشبثا بيدي وعيناه تلمعان من فرط الانفعال، بينما وقف بعض الطلاب الكنديين في نفس الطابور أمامنا، كنت أغبطهم، وتساءلت عن شعور المرء عندما يكون مواطنا كنديا.

قال أحدهم: «أتحرق شوقا للذهاب إلى تورونتو.»

فرد عليه آخر: «وأنا أيضا، لقد قضينا وقتا رائعا هنا، ولكن لا مكان يضاهي أرض الوطن.»

أدركت في تلك اللحظة وأنا أراقب هؤلاء الفتية بابتساماتهم المشرقة الخالية من الهم أننا سوف نصبح على ما يرام في كندا، وأنها ستصبح وطننا الجديد حيث نشعر بالحرية والأمان، وحيث يمكننا أن نربي أطفالنا ونراقبهم وهم يكبرون، وحيث نشعر بالانتماء.

ملحق

توفيت زهرا كاظمي في «إيفين» في الحادي عشر من يوليو عام 2003.

Page inconnue