Prisonnière de Téhéran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
يفترض بالزواج أن يكون أبديا، فهل يمكنني الحياة مع علي إلى الأبد؟ ربما يقصد زواجا مؤقتا، فقد سمعت عن نكاح عند الشيعة، وهو زواج مؤقت قد تتراوح مدته ما بين دقائق معدودة إلى أعوام، وأعلم أيضا أن المرأة في الزواج المؤقت ليس لها أي حق، ولكن ذلك الأمر ما كان ليشكل أي فارق لي، فأنا سجينة وليس لي أي حق على أي حال. ربما يرغب في الزواج مني فترة وجيزة ثم يتركني. إن كان الأمر كذلك فلا داعي لأن أخبر أحدا؛ علي أن أبقي هذا الزواج سرا لأطول فترة ممكنة.
مرت الساعات، ولم أستطع تناول الطعام أو التفكير أو الحديث مع أي شخص، بل إنني لم أستطع البكاء. كل ما استطعت فعله هو أن أذرع الممر جيئة وذهابا أثناء النهار حتى يغشى علي من الإرهاق ليلا.
وأخيرا في اليوم الثالث ذهبت كي أتحدث مع الأخت مريم. كانت تعلم بأمر عرض الزواج الذي تقدم به علي، وهكذا لم أقلق بشأن إفشاء سري. أخبرتها أني لا أرغب في الزواج من علي، ولكنها أجابتني بأن كل الزيجات في عائلتها كانت تقليدية، وبأن كل الفتيات لا يرغبن في الزواج من الرجل الذي يختاره لهن آباؤهن، وأن والدتها كانت تكره الرجل الذي اختاره لها والداها، ولكن انتهى بها الحال لأن تصبح في غاية السعادة معه، فقلت لها إنني لا أدري كيف تولد السعادة في مثل تلك الظروف، وأوضحت لها أن الفتيات في عائلتي يخترن أزواجهن بأنفسهن، لكنها قالت إنني لم أعد أعيش مع عائلتي، وعلي أن أتذكر دائما أن عليا قد أنقذ حياتي. كنت من وجهة نظرها صعبة المراس إلى حد كبير. ***
انتهت الأيام الثلاثة التي منحها لي علي للتفكير، وفي اليوم الرابع استدعيت عبر مكبر الصوت، وكان علي ينتظرني في المكتب. - «لست بحاجة إلى العصابة، فسوف نتحدث في سيارتي.»
خرجنا من حجرة المكتب ودخلنا ممرا بلا نوافذ تملؤه المصابيح الفلورية. لم أكن حتى تلك اللحظة قد رأيت «إيفين» من الداخل فيما عدا «246» وغرفة الاستجواب. كان كابوسا مخيفا من الأصوات الغاضبة والجلد بالسياط والصراخ وإطلاق النيران وأصوات الخفاف المطاطية وهي تحتك بالأرض المغطاة بالمشمع والأرض الصخرية، غير أن الممر الذي سرنا فيه كان عاديا شبيها بأي مبنى حكومي أو مدرسة. نزلت الدرج خلف علي. مر بنا اثنان من الحرس الثوري في طريقهما إلى أعلى وانحنيا قليلا أمام علي قائلين: «السلام عليكم» متجاهلين إياي تماما، فانحنى علي بدوره لهما وحياهما. وفور أن وصلنا إلى نهاية الدرج فتح علي بابا حديديا رمادي اللون وخرجنا. بدا كل شيء طبيعيا، حتى إني شعرت بالصدمة، فقد ذكرني «إيفين» بحرم «جامعة طهران» الواقعة في شارع «انقلاب». الفرق بينهما أن «إيفين» يضم كثيرا من الأماكن المفتوحة، وأن الجامعة محاطة بسور حديدي يتيح الرؤية من خلاله، أما «إيفين» فمحاط بأسوار قرميدية شاهقة الارتفاع وأبراج مراقبة وحرس مسلحين، ومجموعات من أشجار القيقب العتيقة هنا وهناك، وجبال «ألبرز» تطل علينا من كل جانب.
قادني علي عبر طريق ضيق مرصوف، ودرنا حول مبنى رمادي اللون حتى وصلنا إلى سيارة مرسيدس سوداء تقف في ظل بعض الأشجار، ففتح الباب الأمامي ودخلت. بدت السيارة جديدة، وتحدر العرق على جبيني. جلس علي في مقعد السائق ووضع يديه على عجلة القيادة، فلاحظت أن أصابع يديه طويلة نحيلة وأظافره نظيفة مقلمة. كانت يداه أشبه بيدي عازف بيانو، لكنه كان محققا.
سألني وهو يحدق بمسبحة كهرمانية اللون تتدلى من مرآة الرؤية الخلفية: «إلى أي قرار توصلت؟»
في تلك اللحظة حلق عصفور فوق إحدى الأشجار واختفى في السماء الزرقاء الفسيحة الخالية من السحب.
سألته: «هل سيكون هذا زواجا مؤقتا؟»
نظر إلي في دهشة. - «شعوري نحوك ليس انجذابا جسديا عابرا . أريدك إلى الأبد.» - «علي، أرجوك ...» - «هل توافقين أم ترفضين؟ ولا تنسي العواقب؛ أنا جاد للغاية بشأن ما قلت.»
Page inconnue