Prisonnière de Téhéran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
سألني علي: «هل تريدين رؤيته هنا؟ ربما تودين رؤيته على فراش التعذيب. دعيه يواصل حياته، وعليك أن تتقبلي حقيقة أن حياتك قد تغيرت تماما بعد القبض عليك. ولا تنسي والديك أيضا، فأنا على يقين أنك لا ترغبين في تعريضهما للخطر. لماذا تجعلينهما يدفعان الثمن؟ أعدك أنك ستنعمين بالسعادة معي، وستتعلمين كيف تحبينني.»
أخبرته بأنه لا يملك الحق في ذلك، ولكنه أجابني بأنه يملك هذا الحق، وأني ربما أكون قد نسيت أنه أنقذني من الموت المحقق. بوصفي عدوة للإسلام لم أكن أملك أي حقوق. كان يظن أنه يسدي لي معروفا، وأنني لا أدرك مصلحتي جيدا.
حاولت يائسة البحث عن مهرب. يبدو أن موتي سيحل مشاكل كثيرة.
انتزعني صوته من أفكاري: «أنا أعرفك جيدا، وأعرف فيم تفكرين الآن؛ تفكرين في الانتحار. يمكنني أن أرى ذلك في عينيك، لكنني أعلم أيضا أنك لن تفعلي ذلك، فلست ممن يستسلمون، فهذا ليس من شيمك. أنت مقاتلة بطبيعتك مثلي. تحرري من أسر الماضي، وسوف نحيا حياة رائعة معا. وعليك أن تعرفي أنك لو آذيت نفسك عن عمد، فسوف أعدم أندريه. سوف يدفع الثمن بدلا منك.»
كيف يمكنني أن أحيا حياة «رائعة» معه وهو يهددني بإعدام أندريه والقبض على والدي؟ - «سأمهلك ثلاثة أيام حتى تفكري، ولكن تذكري ألا ترتكبي أي حماقة، فأنا جاد بشأن كل كلمة قلتها.»
لقد عرضت أندريه ووالدي للخطر، وعلي أن أفعل كل ما بوسعي لحمايتهم، وعلي أن أتذكر أيضا أنني أقضي حكما بالسجن مدى الحياة، وليس لي من مهرب. كدت أتمنى لو أني لم أقابل أندريه قط.
الفصل الرابع عشر
قابلت أندريه أول مرة حضرت فيها قداس الأحد في كنيستي الكاثوليكية الجديدة. في ذلك اليوم وبعد انتهاء الصلاة ذهبت إلى حجرة المكتب الصغيرة كي أتحدث مع القساوسة، وفي أثناء انتظاري دخل أندريه عازف الأرغن. ومع أني كنت أجلس في مؤخرة الكنيسة أثناء القداس، فقد لاحظت أنه شديد الوسامة. والآن أدركت أني أنظر إلى النسخة المحتشمة من تمثال «داود» للفنان مايكل أنجلو. كان وجهه بيضويا وأنفه طويلا، وخصلات من الشعر الذهبي تغطي جبهته العريضة، وعيناه صافيتان كبحر «قزوين» في يوم صحو. كان جميلا؛ ولما كست حمرة الخجل وجهي أطرقت برأسي على أمل ألا يكون وجهي فاضحا لأفكاري كما أخشى. عرف كل منا نفسه للآخر.
كان المترددون على الكنيسة عددا صغيرا من الناس، وهكذا يسترعي أي وافد جديد الكثير من الانتباه والفضول. سألني هل أنا طالبة بالجامعة، فأجبته أني ما زلت بالصف العاشر، فتورد وجهه خجلا. أخبرته عن جذوري الروسية، وأخبرني أنه يدرس الهندسة الكهربائية في جامعة طهران، ولكن منذ أن أغلقت الجامعات من أجل «الثورة الثقافية الإسلامية» بدأ يعمل معلما للغة الإنجليزية والطبيعة والرياضيات في مدرسة أرمنية.
وبينما نتحدث إذ شعرت بموجة من الابتهاج تجتاحني، كان متزنا معسول اللسان، وأخبرته أني أستمتع بموسيقاه، فقال إنه مبتدئ. عندما استولت الحكومة بعد قيام الثورة على مدرسة الفتيان التابعة للكنيسة، نفي العديد من القساوسة الذين كانوا يديرون المدرسة بتهمة التجسس. كان أندريه يذهب لتلك المدرسة منذ اثني عشر عاما، وكان أحد القساوسة الذين ينتظرون الترحيل يشغل منصب عازف الأرغن التابع للكنيسة منذ فترة طويلة، فأعطى أندريه الذي لم يمارس العزف على أي آلة موسيقية من قبل بضعة دروس، وفور أن رحل تولى أندريه منصبه.
Page inconnue